10 سبتمبر 2025
تسجيلفي عام 2019م مرحلة الثانوية العامة بذلت ما بوسعي من جدٍ واجتهاد لأحقق النسبة التي تؤهلني للقبول في جامعة قطر، فواجهتني ظروف عاقت تحقيق ذلك، فحصلت على نسبة 68 %، شعرت بالفشل ذلك الفشل الذي يخلق فرصة أعظم للنجاح، فلم أفقد الأمل بل استعدت لنفسي شُعاعاً يدفعني لخوض التجربة مرة أخرى، فقررت إعادة الثانوية العامة فحققت 85 % بفضل الله وتوفيقه، وكانت خطوة دفعتني لصعود سلم النجاح وتم قبولي بجامعة قطر، لا أخفي شعور الفخر الذي راودني في أول يوم دخلت فيه إلى هذا الصرح الشامخ العظيم، الذي يحظى بتصميم منفرد وأنيق، كون جامعة قطر من الجامعات المعروفة دولياً ومحلياً، وتتميز بمناخ أكثر هدوءاً وتنظيماً لطلابها؛ وذات بيئة حاضنةٍ تعليمية أكاديمية متنوعة، وتضمُ كوكبةٍ جبارةٍ من النماذج المشرقة. تعلمت من جامعة قطر على الصعيدين الشخصي والأكاديمي. على المستوى الشخصي: تعلمت الاجتهاد والسعي في طلب العلم؛ إيماناً بقوله تعالى "وقل رب زدني علما"، والاعتماد على النفس والعمل مع فريق واتخاذ القرارات وإدارة الوقت، فالحياة الجامعية هي مرحلة من أروع مراحل الحياة، فيها أفضل فرص بناء الذات وتزويدها بعوامل النجاح ووسائل التحديات التي تعترض حياة الطالب، الحياة الجامعية حياة تجارب وخبرات وتعلم ونمو عقلي وروحي قبل أن تكون شهادة أحصل عليها، بل هي مرحلة مهمة تقوم ببناء ذاتي. أما على المستوى الأكاديمي: فقد قمت بدراسة العديد من المقررات الأساسية التي طورت معرفتي الثقافية واللغوية؛ فقد دَرسْتُ مقرر "اللغة العربية" الذي طور مهارتي اللغوية وحسّنَ من مهارة النقد والتحليل للنصوص ومقرر "الثقافة الإسلامية"، وتعلمت مبادئها وأهدافها ومظاهرها بشكل أعمق، ومقرر "المنهج والتقييم" الذي يعتبر حجر الأساس لكل من يريد أن يتقن مهنة التدريس، ومع دراستي لهذه المقررات وغيرها تعرفت على أساليب تربوية حديثة طورت لدي مهارات التفكير العليا والتفكير الناقد، وطرقاً وإستراتيجيات تعليمية متنوعة سهلت وصول المعلومة لدي بشكل أفضل، وما جعل ذلك سهلاً وممتعاً هؤلاء النجوم اللامعة في سماء جامعتنا الشامخة، أعضاء هيئة التدريس الأفاضل الذين لم يقتصر شرحهم على المقررات فحسب بل أناروا عقولنا بفيض علمهم ومعرفتهم زادهم الله علماً وعملاً وفاعلية، إنهم مفاتيح للخير مغاليقٌ للشر يحفزون ويشجعون ويأخذون بأيدينا إلى واقع العلم الملموس، منحونا الأمل والتفاؤل إنهم أصحاب مبدأ ورسالة، فتضيق الحروف عندما تتعاظم مساحات الامتنان، فألف ودٍ من قلبٍ لا يحمل لكم سوى الود، وألف باقة وردٍ لكم يا زارعي الورد، فمهما شكرت فشكري لن يوفيكم حقكم، فشكراً لكم حتى يعجز الحديث أمامكم وأنتم تقرأون كلماتي المتواضعة كنتم أوفياء خلف نجاح وتفوق وصلت به قائمة العميد خلال الفصل الماضي فهذا بفضلٍ من الله ثم فضلكم كنتم لنا عوناً في طلب العلم واكتساب المعرفة فأنتم خير قدوة لنا، أعلمت أشرف وأجل من الذي.. يبني وينشئ أنفساً وعقولاً. وختاماً أتقدم بالشكر والتقدير لدولتي قطر ولجامعة قطر ولكلية التربية عسى أن نمثلها خير تمثيل، على ما تقدم لنا من مستوى تعليم راقٍ ودورات وورش تدريبية متنوعة ومكتبة تذخر بأمهات الكتب في مختلف التخصصات، فمن كان ذا حظٍ عظيم ووصل لهذا الصرح الشامخ العريق فيصعبُ عليه أن يكون دون مستوى التميز والتفوق، في يوم ما بإذن الله سأكون في المكان الذي أردتُ أن أكون فيه خريجةٌ (بدرجة الدكتوراه في التربية والقيادة التربوية) أخبر الأحلام عني أني سأبلغها حتى وإن ارتفعت عنان السماء فما لذة الحياة دون تحدٍ وما قيمة الحلم إن كان سهلاً. لكل طالب وطالبة اجتهد ونافس في طلب العلم واكتساب المعرفة فالمستقبلُ عظيم والإنجازات فُرص والحلمُ شغف والعلمُ رِفعة، اتعب من أجل ذاتك، فالطلاب نوعان طلاب يسعون للنجاح وطلاب يسعون للتفوق والتميز، قال علي بن أبي طالب "ليس اليتيم من مات والدهُ إن اليتيم يتيم العلم والأدب"، فجامعتنا تستحق منا الأفضل هذا الصرح العظيم، الذي يتوج العلم والعلماء ويمنحهم المعرفة في مختلف المجالات التي تناسب مهاراتهم وقدراتهم، وتتمتع بالجودة والتميز؛ فحقاً علينا أن نكتشف المزيد من العلم والمعرفة وما سخرته لنا جامعتنا يجب أن نتساءل ماذا اكتشفنا وماذا تعلمنا؟ بدلاً من السؤال هل سأنجح؟ فالسؤال الأول يجعلك شغوفاً، والسؤال الثاني يجعلك قلقاً، فيجب التوكل على الله، والابتعاد عن الغش والاحتيال فالفشل الشريف خيرٌ من النجاح الرخيص؛ والحرص على الدراسة أولاً بأول، وعدم الاستماع لكل ما يقال عن أعضاء هيئة التدريس، فكلٍ منا مختلف عن الآخر، فمن أبسط حقوقهم علينا أن نحترمهم ونخلص لهم في حضورهم وغيابهم، هنا عبارة يجب أن نأخذها بعين الاعتبار (لا تسأل عن أحدٍ من أحد لأنك لا تعلم من يرى كيف يرى)، هذا وأتمنى للجميع حياة جامعية لطيفة متميزة بنجاح وتفوق وإنجاز يخلدهُ الزمن في ذهن التاريخ. طالبة بكلية التربية.. جامعة قطر