20 سبتمبر 2025

تسجيل

الموسيقار عبدالعزيز ناصر للعبقريّة عنوان

20 مارس 2018

ملحّن النشيد الوطني سطر أروع الألحان ورحل بهدوء بعد رحلة طويلة مع الإبداع لفنه تدشين السيرة الذاتية التي كتبها عبدالعزيز ستخلده للأجيال للاستفادة من تجربته الثرية والملهمة رحل عميد الموسيقيين القطريين عبدالعزيز ناصر آل عبيدان عن هذه الدنيا في سنة 2016 م بعد عناء مع المرض الذي ألم به أواخر سنوات عمره عن عمر ناهز 64 سنة (رحمه الله) .. هذا الإنسان الذي أحبه كل من عايشه وعاصر فنه ورسالته التي كان يؤمن بها طوال مشوار حياته لخدمة وطنه والاعتزاز به ، وكذلك لخدمة فنه الراقي الذي أبدع فيه أيما إبداع .   يأتي اليوم الثلاثاء 20 مارس 2018 م ليتم فيه تدشين سيرته الذاتية التي كتبها المبدع الراحل عبدالعزيز ناصر بنفسه ، وكان حريصا على أن يكتبها بصيغها شخصيا لأنه الأعرف بظروفها التي عاشها الفقيد بحلوها ومرها .. بخيرها وشرها . السيرة الذاتية لعبدالعزيز ناصر :  بدأ عبدالعزيز ناصر كتابة السيرة الذاتية له كما تصورها منذ ولادته ومعيشته لمرحلة الطفولة في حي الجسرة ، ومن ثم تأسيسه لفرقة الأضواء الموسيقية والمسرحية سنة 1966 م تقريبا ... ولعل من الصدف التي ارتبطت بعدالعزيز ناصر ، انه رحل عام 2016 م أي بعد مرور (50) سنة بالتمام والكمال على تأسيس فرقة الأضواء في الجسرة بالدوحة العاصمة .  وقد التقيت - شخصيا - بعبدالعزيز ناصر في سنة 2004 في مكتبه بإذاعة قطر ، حيث كنت اجمع حينها المادة العلمية لكتابي الجديد في ذلك الوقت (الشعر الشعبي والاتصال الإنساني في الخليج : محمد الفيحاني أنموذجا) ، وقد تعاون معي – رحمه الله - كثيرا في تزويدي ببعض المواد العلمية المتصلة بشاعر قطر الفذ الفيحاني المتوفى سنة 1939 م .  وفي تلك الأيام كان عبدالعزيز يخبرني بأنه بعمل على إصدار كتاب عن مسيرته ومشواره مع الحياة ، وما أن التفت على يمينه في مكتبه فإذا بشخص يقف بجانبه ويطبع بعض الصفحات على الكمبيوتر ، وعندما سألت عبدالعزيز : من هذا الشخص ؟ وماذا يفعل ؟ . فأجاب :  هذا احمد النواوي ، صديق عزيز ، يقوم بطباعة كتابي الجديد عن مشوار حياتي ، وقد كانت صفحاته في البداية تتكون من (30) صفحة على شكل بحث صغير ، واليوم وصلت إلى (80) صفحة وأتوقع أن تزيد في المستقبل إلى أكثر من ذلك .  وأضاف عبدالعزيز قائلا :  أنوي أن اخرج هذا الكتاب الذي يوثق لمشوار حياتي الخاصة في عام 2010 م وهو عام الاحتفال بالدوحة عاصمة الثقافة العربية .  وسبحان الله .. رحل عبدالعزيز ناصر عن الدنيا عام 2016 م ولم يصدر كتابه المقصود .. وشاءت الأقدار أن يصدر اليوم في 20 مارس 2018 م ويدشن على " مسرح عبدالعزيز ناصر " في سوق واقف . المبدعون لا يرحلون :  وإذا كان عبدالعزيز ناصر قد رحل عنا بجسمه .. فإنه يبقى يعيش في قلوبنا .. ولن تنساه الأجيال التي عاصرها وعاش معها بقلبه الكبير ، ونفسه المرحة ، وبدماثة أخلاقه ، وتواضعه الجم ، ونفسه العزيزة .. نعم هكذا كان عبدالعزيز ، وستبقى سيرته العطرة تردد على لسان  كل من أحبه من القطريين والعرب . فالأعمال الموسيقية الخالدة لعبدالعزيز ناصر ستبقى عالقة في الذاكرة .. ولعل اهتمامه بكتابة سيرته الإبداعية وتوثيقها في كتاب من الأمور المهمة لتسطير سيرة فنان مبدع .. وثق حياته بالطريقة التي يراها صحيحة قبل أن يرحل لأنها قطعة من عقله .  عبدالعزيز يستحق منا أكثر من دراسة : والواقع أن رحلة الموسيقار المبدع عبدالعزيز ناصر تستحق من كل الباحثين والمؤسسات في الدولة إصدار أكثر من كتاب عن مشوار حياته وفنه وأعماله الموسيقية التي لن تتكرر في تاريخ الموسيقى القطرية بشكل خاص ، والعربية بشكل عام ... ولهذا لابد من رد الجميل لابن قطر البار عبدالعزيز ناصر ، وتكريس المجال البحثي عن مسيرته وإبداعاته التي لم تر النور بعد . وما من شك أن الكثير من جوانب حياته ما زالت غائبة عنا .. وهي تتطلب من الدولة عمل المزيد من الإصدارات البحثية والمؤتمرات العلمية والنقاشية عنه وعن فنه الذي لن يتكرر أبدا في تاريخ الموسيقى العربية .  كلمة أخيرة :      رحم الله عبدالعزيز ناصر .. هذا المبدع الذي قدم المئات من الأعمال الموسيقية لأجل قطر وتراثها وتاريخها ومسيرة مجتمعها خلال القرنين الماضيين ، بجانب خدمة قضايا الأمة والإنسانية جمعاء .. إنه يستحق منا بالفعل لمسة وفاء .. رحم الله المبدع والعبقري عبدالعزيز ناصر الذي ترك أعماله الإبداعية شاهدة على عصر موسيقي فحل وموهوب لا يعوض .