18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن لم يكن ريال مدريد حاضرا كرويا بسبب سوء نتائجه هذا الموسم وخروجه من المنافسة على الليجا وكأس الملك، فهو حاضر وبقوة من خلال أخلاقه الرياضية العالية وقيمه ومبادئه التي غرسها على مر الأجيال. عودنا الملكي منذ عقود على اقتران تألقه الكروي بالأنشطة الخيرية والإنسانية التي تقربه أكثر من جمهوره ليثبت في غير مرة أن الرياضة أخلاق والتزام وقيم ومبادئ قبل أن تكون مجرد أرقام وإحصاءات وتصنيفات. تابعنا جميعا استضافة الريال للطفل الفلسطيني أحمد الدوابشة الذي اغتالت يد الغدر الصهيونية أحلامه وطفولته قبل أن تغتال أسرته. لم يتصور أحمد وهو يستفيق من صدمة فقدان والديه وأخيه مرة واحدة وقبل أن يتعافى من ندوب النيران التي أشعلها المستوطنون في بيته بنابلس، أن القدر سيكون رحيما به وسيحاول تعويضه عن حضن أسرته الصغيرة بحضن أسرة أكبر هي العائلة المدريدية. لم يكن يتصور أنه سيتلقى دعوة خاصة لزيارة العملاق الإسباني وملاقاة قدوته كريستيانو رونالدو. صحيح أن هذا الاستقبال الحافل الذي حظي به أحمد في مدريد لن يعيد له حضن أمه الدافئ ولا الأمان الذي كان يشعره به والده، ولكنه على الأقل سيبث في قلبه قسطا من السعادة والأمل بغد أفضل. قصة الدوابشة ليست الأولى ولا الأخيرة في سجل ريال مدريد الحافل بالمواقف الإنسانية تماما كما هو حافل بالألقاب الرياضية. فقد سبقه الطفل اللبناني حيدر الذي فقد والديه أيضًا في تفجيرات بيروت، وقبله اللاجئ السوري أسامة عبد المحسن الذي أوقعته الصحفية المجرية، والذي استقبله الريال رفقة ولديه. مواقف النادي الملكي لا تقتصر على تقديم الدعوات واستقبال المكلومين في هذه الأرض، بل تتعداها إلى إنجاز العديد من المشاريع الخيرية في جميع أنحاء العالم من خلال مؤسسة ريال مدريد التي تنشط في العديد من الدول وتهم ترسيخ القيم الكامنة في الرياضة والترويج للنشاط الرياضي كأداة تربوية وتنموية وتعنى أيضا بالإدماج الاجتماعي للفئات المهمشة. هذا هو الملكي، ملكي بأخلاقه ومبادئه وقيمه الكونية التي يحرص على الانتصار لها بغض النظر عن العرق أو الدين أو الطائفة أو اللون. بكل بساطة لأنه لا ينتمي لبلد معين ولا لطائفة معينة، هو ينتمي لطائفة الإنسانية وكفى. الإنسانية التي افتقدناها في الكثير من تعاملاتنا وبتنا نتعصب لفرقنا بقدر تعصبنا لبلداننا وأدياننا وطوائفنا وأيديولوجياتنا دون حتى أن نعطي لأنفسنا فرصة في التفكير لنرى إن كنا على خطأ أو صواب. كل هذا فقط لأننا تربينا على حديث "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"، دون أن نتحمل عناء إكمال الحديث الشريف ولا حتى فهمه، لأن ما لا يعرفه الكثيرون أن رسولنا الكريم عندما سئل: "يا رسول الله أنصره إن كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره؟ فقال: تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره".