20 سبتمبر 2025

تسجيل

الإيمان يصنع المعجزات "1"

20 مارس 2016

سراقة بن مالك، الأعرابي الذي هالته جائزة قريش لمن يأتي بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه الصديق - رضي الله عنه -، طار إلى الصحراء من فوره، وكان من العارفين بالفيافي والقفار وقص الأثر، ووصل إلى مبتغاه، ولكن غارت قدما فرسه عدة مرات وهو يقترب من الرسول الكريم ورفيق دربه في الهجرة إلى المدينة، فعلم سراقة أن الأمر أكبر مما يعرفه، وجال بخاطره ساعتئذ – كما يقول سراقة عن الحدث - إن أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - سيظهر، فتوقف عن الملاحقة بعد أن طلب الأمان، فكان ما أراد، بل زاده الكريم - صلى الله عليه وسلم -، وقال له: كيف بك إِذا لبست سِوَارَيْ كسرى ومِنْطَقته وتاجه، فقال سراقة: كسرى بن هرمز؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم.رجع سراقة يخفي أثر الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - وهو لم يزل بعد مشركًا، لكن في قرارة نفسه بدأ إيمانه يتفاعل بأن هذا الرجل أمره ظاهر دون شك، حتى قال شعرًا في أبي جهل يقول ما معناه أن يا أبا جهل، لو رأيت ما حدث لفرسي وأنا على إثر محمد، لعلمت أن أمره سيظهر دون شك، فالأفضل أن تكف عن ملاحقته ومقاومته، فسيأتي يوم يتمنى الجميع رضاه وسلامه!لم يسلم سراقة حينها لكن بذرة الإيمان بانتصار الرسول - صلى الله عليه وسلم - وظهوره قد زُرعت في نفسه، وبدأت تنمو حتى تسامع الناس بخبر فتح مكة والطائف. وما أن سمع سراقة بالأمر حتى قدم على الرسول - صلى الله عليه وسلم - وذكّره بوعده يوم الهجرة، فأكّد الرسول الكريم لمن حوله بالأمر والوعد، وأسلم سراقة، حتى إذا ما سقطت إمبراطورية كسرى وجاءت الغنائم إلى الفاروق عمر - رضي الله عنه -، سأل عن سراقة فألبسه سوارى كسرى ومنطقته وتاجه، تنفيذًا لوعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي لم يكن ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يوحى.وللحديث بقية نكملها بالغد إن شاء الله.