10 سبتمبر 2025

تسجيل

للمشككين بالدور القطري: موتوا بغيظكم

20 مارس 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قطر في دائرة الاستهداف!! لست أدري لماذا هذا التشكيك بكل جهد عربي عندما يتعلق الأمر بتقديم المساعدة لتخفيف المعاناة عن أهل قطاع غزة؟. فمرة تطال عملية الاتهام تركيا ومرة أخرى قطر!.. السؤال لكل هؤلاء وأولئك: هل المطلوب منا أن نلتزم الصمت ونبكي وحدنا، مع التلهي بطهو الحصى وشي الكلمات؟ فإذا كان الرئيس أبو مازن – حتى اللحظة - لا يريد زيارة غزة وتفقد حال أهلها، الذين أنهكهم الجوع والفقر والمرض، وأدركهم اليأس والقنوط، وفقدوا الأمل في فعالية كل فصائلهم الحزبية وقياداتهم السياسية، وإذا كان الرئيس مشغولاً عن غزة وأهلها، وحكومته - هي الأخرى - متجاهلة بالكلية عذابات الناس وبؤسهم فلا تحرك ساكناً، ولا تتحدث بما يبعث على الأمل والأمن والاطمئنان، والكل يجأر بالدعاء - مستغيثاً - طالباً للرحمة أن تتنزل عليه، فلماذا يغضب البعض إذا جاءت قطر أو تركيا لتملأ الفراغ نخوة وشهامة ومروءة، وبهدف مدِّ يد العون والمساعدة، فتحركت للتعجيل بإيواء النازحين ومن أثقلت الحرب العدوانية المدمرة حياتهم، لماذا يا ترى تثار الشكوك حول هذه الجهود الخيرة، ويتساءل البعض بأسلوب استنكاري: "ماذا تعمل قطر في قطاع غزة؟"، و"قطر تفاوض إسرائيل.. نيابة عن من؟!".. بالتأكيد ليس نيابة عن أحد، ولكن هناك شعبا مذبوحا وغيابا قياديا مفضوحا.إننا بدورنا أيضاً نتساءل وباستغراب: هل المطلوب من أهل غزة الخنوع ورفع الرايات والتسليم بالانكسار؟! وهل علينا أن نظل نكابد الجوع والحرمان وظلم ذوي القربي، وألا نبحث عن مخرج كريم لأزماتنا المعيشية الخانقة؟هل إذا فكرنا في إيجاد مطار وميناء، وحاول غيرنا مساعدتنا بالبحث عن حلول لأزمة الكهرباء، وإيجاد مصادر بديلة للحياة الكريمة، يستوجب ملاحقته بكل هذه الاتهامات والشكوك؟. إن البعض يصرخ - بانفعال مصطنع - متهماً حركة حماس بأنها تخطط لدولة في قطاع غزة، رغم أننا قلنا ألف مرة: "لا دولة في غزة، ولا دولة من دون قطاع غزة"، وقلنا كذلك: إن دولة في قطاع غزة وحدها تعني نهاية مشروعنا الوطني، وهذا خيار لا يفكر فيه أحد، لا في حماس ولا في غيرها من فصائل العمل الوطني والإسلامي.إن الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان داخل ساحتنا الوطنية والشارع الفلسطيني، هي أن الحكومة لم تقم بواجبها، لكنها تركت فراغاً وعيوناً دامعة وجدت من تأخذ الرحمة طريقها إلى قلوبهم لإغاثتها.. إن الكل يعلم أنه لولا هذا الفراغ السياسي والأخلاقي والحالة المأساوية الطاحنة ما تجرأ أحدٌ على أخذ دورها وتجاوز صلاحياتها.. وإلى أن يستقيم حالنا السياسي، ونتخطى عضة الجوع ومسغبة الذل والحاجة التي أرهقتنا، سنظل نقول ونردد باعتزاز: شكراً قطر.. شكراً أردوغان.. شكراً يا أهل المروءات والجود والكرم.إننا في غزة لا نشعر بما ذكره البعض من تشكيكات بالدور القطري.. فالسفير محمد العمادي هو عربي مسلم أصيل، شاهدناه يتنقل متفقداً أصحاب الحاجات في المناطق المهدمة والمخيمات، كما شاهدناه يطرح حلولاً للمشكلات المزمنة في قطاع غزة. إننا نقول لبعض أهلنا وغيرهم ممن يحاولون إثارة الشكوك حول الدور القطري: رجاءً كفوا ألسنتكم عن قطر وعن جهود سفيرها الهمام، ذلك الذي كسب قلوب أهل غزة ومستضعفيها.. وإذا كانت هذه النخوة والكرم يملكها غيره ممن اعتدنا التغني بهم والقول: "بلاد العرب أوطاني"، فنحن بانتظارهم، وسنفرش لهم بساط الحب من قلوبنا. وإلى أن تتحرك حكومة د. رامي الحمد الله وتؤدي دورها، فسيظل السفير العمادي هو رجل المرحلة في غزة.. فالناس تريد من يقدم الحلول لمشاكلها، ويتقرب بالعطاء لها، وليس من خذلها وتخلى عنها.. ألف أهلاً ومرحباً بالسفير القطري بين أهله ومحبيه، الرجل الذي قدَّمت بلاده أكثر من مليار ونصف المليار لإعادة بناء غزة.. إن المُشاهد للحركة العمرانية وترميمات البنية التحتية لا يرى إلا جهوداً قطرية تستوجب من كل أهل غزة تقديم الشكر والتحية. وللمشككين والموتورين نقول: موتوا بغيظكم، ومليون ألف تحية لقطر، أميراً وحكومة وشعباً، حيث لا يضيع أجر من أحسن عملا.. دمتم قطر.سوابق بلا مخاوفإن من حقنا أن نستدعي التاريخ للشهادة والرد على أولئك الذين يبدون تخوفاً زائداً من التدخلات العربية والإسلامية في الشأن الفلسطيني، لنُذكّرهم بأن قطاع غزة كان تحت الرعاية المصرية لأكثر من عشر سنوات، وكان يخضع إدارياً وأمنياً لها، ولم يتذمر أحد، ولم يتم النظر إلى المسألة من أي جهة، باعتبارها حالة تدخل خارج سياق المسؤولية والواجب، الذي تستدعيه الالتزامات القومية والدينية، وكان فضل مصر في ذلك ملحوظاً وفوق مستوى الشبهات.وكما خضع قطاع غزة بعد النكبة بإرادته للإدارة المصرية، وشهد نهضة تعليمية نعتز بها اليوم ونفخر، فقد تمَّ – آنذاك - أيضاً ضم الضفة الغربية لتصبح جزءاً من المملكة الأردنية الهاشمية.. ولكن عندما تغيرت الأحوال السياسية بعد ذلك، وأصبح للفلسطينيين قيادة حاكمة، عاد القطاع إلى حاضنته الوطنية، كما عادت الضفة هي الأخرى للسيادة الفلسطينية، ليشكلا معاً ومن جديد أهم ملامح دولتنا الموعودة.لا خوف من أي تدخلات عربية أو إسلامية، فلا أحد في أمتنا له أطماع في أرضنا وديارنا، والكل يتطلع لأداء واجب الوفاء لفلسطين وقضيتها، والتي هي أمانة في أعناق الجميع، باعتبارها القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية.اليوم، وبصراحة لا تستدعي القلق، نرى أن الواقع الذي عليه قطاع غزة يتطلب تدخلات عربية وإسلامية عاجلة، وذلك للنهوض بوضعية الشلل والعجز التي عليها السلطة الفلسطينية وحكومة د. رامي الحمد الله، والتي تقطعت بها السبل، وأصبحت كمن يمشي مكباً على وجهه، حيث أخفقت في كل الملفات التي تم التعاقد عليها، فلا نجاح في ترتيب البيت الفلسطيني، ولا إعادة إعمار، ولا انتخابات، ولكن مراوحة مملة في الزمان والمكان.وتأسيساً على ذلك، فإن ما تقوم به قطر أو تركيا لن يخرج عن هذا الفهم لحقيقة الجهد العربي والإسلامي تجاه قضية فلسطين وشعبها، والقائم على ضرورة إحياء نهج الجهاد والمقاومة، وثلاثية التأهيل له (اصبروا وصابروا ورابطوا)، حيث إن ما يتم تقديمه من دعم وإسناد إنما هو في الحقيقة عناصر لتثبيت أقدام الفلسطينيين فوق أرضهم، وإبقاء قضيتهم حية، حتى يتحقق وعد الآخرة بعودة الأمة لشد أزرهم، والعمل بكل قوة لنصرتهم وتمكينهم من تحرير أرضهم وديارهم.إن أصحاب المخاوف المفتعلة، والمشككين بالجهد العربي والإسلامي، يُذكروننا بالمثل الفلسطيني القائل: "ما بدهم يرحمونا، وما بدهم يخلو رحمة ربنا تنزل علينا".ارحمونا وارحموا أهل غزة يرحمكم الله.