02 أكتوبر 2025

تسجيل

مسكونون بالحتمية التاريخية للتقدم

20 مارس 2013

لكن هذه الحتمية التاريخية وإن اقترنت بالحداثة والتطور إلا أنها ليست عشوائية , فهذه الحتمية وليدة الجهود العلمية والتقنية من قبل العلماء والدارسين , وفي كثير من الأحيان هي نتيجة جسارة بعض الأفراد والذين أطلقوا الثورات العلمية والتقنية في الغرب , وحققوا لأممهم الكثير من التقدم والتربع على عرش الحضارة الإنسانية , وفي الجانب الآخر ساهم المفكرون في كسر سقف المعتاد والمقلد , وفتحوا لأممهم فضاءات من المكاسب العلمية والاجتماعية ونظم الدولة والمؤسسات , وكانت رؤاهم منصة لأممهم , إذن الحتمية التاريخية ليست بتلقائية بل وليدة عمل وجهد ومجازفة قام بها ناس لم يسكنوا لما هو معتاد ومقبول , بل آمنوا برؤية وسعوا لتحقيقها وجازفوا رغم محيطهم والثقافة السائدة التقليدية , هو جهدهم الذي ولد تلك الحتمية والإحساس أن العالم يتقدم كل يوم , وسيأتي الجديد الممتع والمفيد في كل موسم , ولذلك لا بد من القبول بتلك الحتمية ولكن حتمية مبنية على الجهد والمنافسة كما نرى العالم من حولنا , فلا نستكين للفرجة على الحتمية ونؤمن بها ولا ندعمها ببحوثنا وابتكاراتنا واختراعاتنا , بل يجب أن نسهم في بناء الحتمية التاريخية ونراها كبنية حتمية مبنية على الجهد والمجازفة , فمن يرى الطائرة اليوم يعتقد أن الطائرة حدثت هكذا ولكن التاريخ يعلمنا بما هو أكثر جديه وأكثر مجازفة , فكل ما نرى هو نتاج عمل مضني وكلف المليارات في البحوث والتجارب وكم من طائرة أسقطت ودمرت من أجل معرفة مكامن الخطر وكيفية تجنبها , وكم من إنسان خاطر بحياته لمعرفة مدى قدرة الطائرة على الطيران والهبوط والطيران والهبوط بسلامة , كم من الجهود بذلت في السيارة والهاتف النقال والتلفاز وغيرها , وها نحن نبحث عن الجديد في التقنيات والمركبات وغيرها , فكل سنة لا بد من موديلات جديدة تحمل حلولا مبتكرة وتساعد على الاتصال والتواصل وتمكن من العمل وتسهل قضاء الحاجات هذا هو الاقتصاد اليوم والمؤسسات المساهمة فيه ,لا محالة من تسرب الإحساس بحتمية التقدم والتطور كل سنة , وهذا محمود فهذا يدفعنا لتبني مفهوم التغير والتطوير المستمر في مناحي الحياة , وهذا أيضا يحتم وضع تصور لكيفية التعامل مع هكذا عالم , فالصينيون والهنود والغرب والشرق وآسيا اليوم الكل في تدافع مستمر من أجل الحظوة برضا المستهلك , وهذا سيرسخ مفهوم حتمية التطور وهذا أيضا سيكرس مفهوم العنايه بالإنسان فهو الأساس في مشاريع التنمية , ولذلك فإن التعليم ومراكز البحوث لا بد تقود اهتمامات أي أمة والعمل على تسليح مواطنيها بكل ما هو معرفي وتزويد شبابها بمهارات تتماشى ومفهوم الحتمية التاريخية للتقدم والتطور ولكن , سيتبع ذلك الإيمان بالمادية والعقلانية وميكانيكية العلاقات وستحتل المعرفة الرقمية رأس الأولويات في نفس السكن في أذهاننا وعقولنا ,ونحن في بدايات رحلة حتمية لا نستطيع ترك المركب ولا التخلف عنه ولا التحلي بروح اللامبالاة أو أن نكون متفرجين على تلك الحتمية تبنى ونحن مسلوبي الإرادة مهما كانت تلك الحالة ساحرة وجاذبة ولا يجب أن نقع تحت سلطان الأعذار أو الاتكال على الآخر لحصد الثمرات دون المساهمة في خلقها , وسيصعب التكرار والتقليد وسيصبح التغير غاية ومطلب فردي واجتماعي فكيف نكون جاهزين لهكذا بيئة اجتماعية واقتصادية , قد يكون الغرب وصل لمجتماعاته من خلال اجتهادات فردية وفلاسفة موهوبين أضاءوا الطريق لأممهم , ولكن لم نر هناك وعيا أو جهدا من أجل رسم رؤية شاملة تساعد على التعامل مع عناصر التغير , وإن كانت هناك محاولات كثيرة لرسم رؤية متكاملة لم تحظ بالقبول , ولكن قد يكونون معذورين فهم اقتحموا عالم التغير المتسارع دون نماذج ماثلة أمامهم في بداية مشروع النهضة لديهم لكي يستطيعوا الاسترشاد بها , ولكن في حالتنا نحن بدأنا ونحن واعون على مدى أثر التغير على المجتماعات والأمم كما هو واضح مما تعرض له الغرب وسيكون هناك من هم مناهضون للحداثه وهذا شيء طبيعي فكل تغير يواجهه مخاوف وتمسك بالمألوف , ولكن تيار التغير وحتمية التغير ستجرف كل من يقف في وجه التغير ويجد نفسه مشاركا ضمنيا حتى لو كره هي تذكرة مقطوعة لجهة واحدة هي حركة الزمن ولا أحد يستطيع إيقافها كما فعلت الصين فقد أخذت الكثير ودجنته ليتماشى وثقافتها فملكت رؤية وإفادة من الحادثة وأصبحت الاقتصاد ديناميكية.