14 سبتمبر 2025
تسجيلأضحكني سيف الإسلام القذافي الابن حينما طالب محتدا الرئيس الفرنسي حسب مقابلته مع محطة "يورونيوز" التلفزيونية إعادة الأموال الليبية التي قدمها والده العقيد السخي في بعض حالاته لتمويل حملة السيد ساركوزي الانتخابية عام 2007 م والتي أهلته لدخول الأليزيه رئيسا وفي جيوب بذلته الفرنسية الأنيقة بعض من " فلوس " وموارد الشعب الليبي المطحون بعتاد العقيد وطيشه المغلف بخفة الدم ومراس الكوميديا الثورية المستحدثة في سلوكيات القادة ما بين " زنقة زنقة " ودعوة الشعب إلى الفرح والرقص على مشاهد الجثث والصواريخ القذافية في الزاوية وبنغازي وغيرها، والمضحك أكثر أن تصح واقعة الفلوس المهدرة في حملة ساركوزي " التي لم يعلق عليها الأليزيه " لتضاف هذه الواقعة إلى الأدلة السياسية الدمغة للنظام المهترئ لوالد الأخ سيف الآن بعد أسابيع من الاحتجاجات الشعبية الواسعة والمستميتة من أجل الحرية في كل المدن الليبية وزنقاتها التي خرج فيها الليبيون بكل السبل بحثا عن حريتهم وكرامتهم المصادرة منذ أربعة عقود ونيف يصبحون ويمسون فيها على الكثير من سخافات العقيد وممارساته المتنوعة ما بين عروبة شكسبير وإفريقية الكوكاكولا حسب خطبه بين جموع الأفارقة للتأهل ملكا لملوك القارة السمراء ومجمل تفاهات كتابه الأخضر الذي سنه للبلاد وأهلها دستورا بينما راح من جهة أخرى يمول بموارد الشعب حماقاته المتلاحقة مابين لوكيربي وغيرها من الحوادث التي زج فيها بسمعة شعب عمر المختار المناضل في أوحال الإجرام والإرهاب. عموما ملفات الحالة الليبية مستمرة في الأروقة الأممية لتنفيذ القرارات الدولية للحد من المهازل والانتهاكات القذافية المسلحة تجاه الشعب هناك ليبتسم الليبيون لاحقا وربما يضحكون ويفرحون رقصا وطربا بعد زوال الغمة عن بلادهم.آما في البحرين حيث عبرت قوات درع الجزيرة إلى المملكة منتصف الأسبوع الماضي بعد أن تمادى المحتجون في تبطين حركتهم السلمية بالاعتداء المنظم على طلبة الحرم الجامعي وقطع الطرق وارتهان المرضى والمصابين من البحرينيين والعمالة الأجنبية في مجمع السلمانية الطبي وتظليل العالم حسب الفضائيات المشبوهة بتبني صيغ الخطاب المفضوحة والبعيدة عن مهنية الإعلام الصادقة والمشاهدات الواقعية، فقد نفد صبر الدولة هناك بعد شهر من اندلاع الأحداث وطرح مبادرات التهدئة والحوار وفرص المناقشة حول الأوضاع حيث تمادت الجمعيات السياسية في صدها المبرمج وتصعيدها للأحداث والنأي عن الحوار ورفع الشعارات السياسية المخالفة فقد رسموا ملمحا متطرفا ومخيفا للأحداث وجيشوا الشباب لأعمال وممارسات مشينة ومستغربة جدا على الإنسان البحريني والخليجي عموما أيا كانت طائفته ضاربين بفكرة التعايش والمسلمات الاجتماعية والدولية عرض الحائط بانتهاج التخريب والإرهاب وصيغ الخطاب الملتوية التي لا يمكن التعامل معها وفق منهجية العقل والحوار السلمي، فقد انتهت المهلة بإعلان المعارضة التمادي في الخطاب والممارسة العلنية لانتهاك السلم وتعمد التخريب لتمسك الدولة هناك بالخيارات الأصعب لفرض السلم وإعادة البحرين إلى سابق عهدها الجميل الهادئ والمتعايش بشراكة الأشقاء الخليجين، ولعل في الزيارة المشتركة التي قام بها سمو وزيري الخارجية القطري حمد بن جبر والسعودي سعود الفيصل إلى البحرين الأسبوع الماضي فيها من الإشارة والرمزية ما يمكن استيعابه للجهات المستفيدة من التمادي المعارض في المشهد البحريني، كما أن عبور قوات درع الجزيرة إلى هناك لفرض السلم ودعم القدرات البحرينية لحماية المواقع الإستراتيجية دون المواجهة المباشرة مع المحتجين " فتلك مهمة القوات المحلية " فهذا الدعم الخليجي محكوم بأسانيد قانونية ودولية مهما حاولت لغة الخطاب المعارض ومعاونوها عبر الفضائيات المؤدلجة رسم ملمح مخالف لهذه الرؤية بعد أن اختطفوا منبر الحديث عن أحداث البحرين بعبارات الكذب الرخيص وتلفيق الصور والعبارات لإيهام العالم بسلمية المطالب، عموما نحن لا نتمنى للبحرين ولكل دولنا الخليجية سوى السلام والعيش المشترك دون تحريض مبطن أو تدخلات سافرة فقد عايشنا سابقا حالات من التصعيد الإقليمي المركز تجاه مجتمعاتنا انتهت فعلا إلى خسارة كبرى بعد أن حكم العقلاء من كل الطوائف لغة العقل واستقراء المواقف والمعطيات واستجلاب شواهد التاريخ ونتمنى الآن في هذا الوقت الصعب أن تعود المعارضة البحرينية إلى نفس ذلك المنطق وتعيد حساباتها في ظل الوطن ومكوناته والأخذ بالحلول المنطقية والمتاحة لتحقيق مكتسب مدعوم بالسلم لا بالمحاولات المنبوذة والمشبوهة كما في المستشفيات والمدارس والجامعات والزج بالأطفال والأحداث إلى أتون مشهد بغيض سجل حسب عرف العالم بالهمجية وألا سلمية[email protected]