20 سبتمبر 2025

تسجيل

امتحانات صعبة لتركيا

20 فبراير 2016

تسارعت التطورات في سوريا منذ أن نجحت القوات السورية وحلفاؤها وبتغطية جوية فاعلة من الطائرات الروسية بكسر الحصار على قريتي نبل والزهراء وبالتالي قطع الطريق من أعزاز والحدود التركية إلى مدينة حلب.استكمال قوات الحماية الكردية السيطرة على مدينة تل رفعت جنوب أعزاز أكمل نهائيا قطع طريق الإمداد إلى المعارضة في حلب في الشمال ولم يبق للمسلحين هناك سوى طريق إمداد من إدلب وريفها المؤدي إلى الحدود التركية غربا.عند هذا التطور تفاعلت الأحداث وكانت تركيا هي المعنية الأولى بهذا الأمر.ذلك أن تركيا كانت رفعت خطوطا حمرا متعددة قبل هذا التاريخ ومنها منع قوات الحماية الكردية بفصيلها الرئيسي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بزعامة صالح مسلم من أن يخرجوا من عفرين شرقا في اتجاه أعزاز وتل رفعت ومنغ ومطارها ومن تجاوز نهر الفرات غربا إلى جرابلس التي تسيطر عليها داعش.تركيا تريد من وراء رفع هذه الخطوط أن تمنع عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من السيطرة على المنطقة الممتدة من جرابلس إلى عفرين.لو استطاع الأكراد السيطرة على هذه المنطقة يعني استكمال السيطرة على كامل الحدود السورية مع تركيا خلا تلك المحاذية مع لواء الإسكندرون في ريف اللاذقية وريف إدلب وجسر الشغور.كما تريد تركيا من منع الأكراد التقدم إلى تلك المنطقة منع تدفق موجات جديدة من اللاجئين السوريين إلى الداخل التركي وحصرهم بالتالي في تلك المنطقة.في المحصلة الميدانية إن طريق تركيا إلى حلب قد انقطعت من جهة معبر باب السلامة حتى لو لم يسيطر أحد على أعزاز التي تعتبرها تركيا خطا أحمر.لم يعد لأعزاز قيمة ميدانية مادام الطريق منها إلى حلب غير مفتوح أمامها.وهذا الجيب الحدودي مع أعزاز بالكاد يتعدى عرضه 10-15 كلم، لكن أكثر من 90 في المائة من الشريط الممتد من جرابلس إلى أعزاز أي ما يقارب الـ80 كيلومترا والمحاذي للحدود التركية هو بيد تنظيم "داعش".إذا اعتبرنا أن تنظيم داعش هو من وجهة النظر التركية تنظيم إرهابي فإن تركيا لا تستطيع أن تستخدم هذه المنطقة كمعبر إلى حلب. ويبقى لتركيا فقط كطريق إمداد إلى حلب طريق جسر الشغور – إدلب. وهذه الطريق ليست سهلة الاستخدام نظرا لطبيعتها الجغرافية الصعبة بخلاف منطقة أعزاز وصولا إلى جرابلس السهلية.من هنا نجد أن تركيا تلقت ضربة موجعة في الميدان السوري في منطقة حلب، بل أكثر من ذلك فإن التحدي الذي واجهته تركيا ولا تزال في تلك المنطقة كان قاسيا على تركيا التي يمكن القول إنها خسرته، إذ إنه رغم التحذيرات التركية ورغم القصف المدفعي الذي قامت به على أعزاز ومحيطها فإن حزب الاتحاد الديمقراطي رفض التحذيرات التركية بالانسحاب من مطار وبلدة منغ ورفض عدم التقدم إلى تل رفعت بل استولى عليها كما تقدم وسيطر على بلدة مارع.كل ذلك بتغطية من الروس، أي إن الأكراد لم يكتفوا برفض التهديدات التركية بل كسروا الخطوط الحمر التي رفعتها أنقرة بوجههم.