01 أكتوبر 2025

تسجيل

صندوق النقد الشعبي

20 فبراير 2013

في يوم السبت الماضي قررت والعائلة السفر إلى المملكة العربية السعودية، واصطحبنا معنا الخادمة، وعند الحدود ذهبت لاستخراج تأشيرة دخول للخادمة، وطلب مني موظف الجوازات تسديد مبلغ 200 ريال رسم التأشيرة، سألت الموظف: هل يمكن أن أسدد هذا المبلغ بالبطاقة؟ قال لي: لابد من دفعها نقداً. سألته: ألا توجد أجهزة سحب هنا؟ قال: إنها بعيدة قليلاً من هنا. سمعني الإخوة المراجعون الذين ينتظرون استخراج تأشيرات دخول، وتجمع حولي الكثير منهم وكل واحد منهم يخرج من محفظته 200 ريال ويضعها أمامي ولا أبالغ إذا قلت إن عشرة إخوة من المراجعين أخرجوا من جيوبهم هذا المبلغ ورفضت وطلبت منهم استرجاع أموالهم وسوف أذهب وأسحب من آلة الصرف، لكن أغلبهم رفض وبدأ البعض منهم يقسم اليمين حتى أن أحدهم أقسم بالله وأضاف "بالطلاق" ستأخذ المبلغ علماً بأنهم جميعاً لا يعرفون من أنا ولست قريباً أو معرفة لأحد منهم، بحثت في محفظتي فوجدت 150 ريالاً فحاولت إعادة المبلغ لمن أقسم وطلق وآخذ منه 50 ريالاً فقط، لكنه رفض سألته هل أنت داخل إلى المملكة قال نعم. قلت: أرجوك سأسحب المبلغ وأرده لك عندما ندخل معاً لكنه رفض وغادر ولم أشاهده حتى الآن. ولا أعرفه ولا أعرف اسمه أو قبيلته أو حتى جنسيته لكنه "عربي".هذا الموقف يؤكد أن الشعب العربي شعب طيب ومتعاون ومستعد لنصرة أخيه العربي إذا احتاج، ومستعد لأن يقف إلى جانبه ويدعمه ويسانده ويقدم له العون لأنه يدرك أن هذا الشعب كالجسد الواحد آلامه وآماله واحدة، ومصيره مشترك وأهدافه واحدة ودينه واحد وتاريخه وجغرافيته واحدة ومشتركة مما يجعله يمد يد العون والمساعدة والمساندة.هذا الشعب العربي يعاني في بعض أقطاره العربية من ضغوط وشروط واستغلال "بنك النقد الدولي" خاصة تلك الدول التي شهدت مؤخراً الثورات التي أطاحت بالأنظمة الدكتاتورية وبالذات الشقيقة جمهورية مصر العربية.ونحن نعلم كم هي شروط بنك النقد الدولي ظالمة، بل إنها استعمارية وتحاول اخضاع أي قُطر عربي يستدين من هذا البنك وإفقار الشعب وربطه بالتبعية للغرب وبالتالي يصبح هذا الشعب تابعاً وفاقداً للسيادة والقرار الوطني والقومي.فلماذا لا نفكر نحن الشعب العربي في إيجاد بديل لصندوق النقد الدولي والذي يسمونه صندوق النكد الدولي والبديل الذي أقترحه هو "صندوق النقد الشعبي".هذا الاقتراح أطرحه للمؤسسات المدنية والقوى الشعبية في الوطن العربي وأترك لهم التفكير جدياً بإنشاء مثل هذا الصندوق والذي إذا تمكنا من قيامه سيكون بديلاً لصندوق النكد الدولي وكلي ثقة بأن الشعب العربي لن يبخل على اخوانه في الوطن العربي، خاصة الدول العربية المحتاجة من دعم هذا الصندوق تماماً كما حدث من موقف نبيل وعروبي معي يوم السبت الماضي، ولنا في وقفات الشعب العربي ودعمه لأشقائه في المحن الدليل القاطع، خاصة عندما كنا ندفع من مصروفنا اليومي معونة لثورة الجزائر، والمجهود الحربي كذلك.فهل سنسمع ولادة "صندوق النقد الشعبي" يوماً؟