14 سبتمبر 2025

تسجيل

ثقافة الاختلاف

20 فبراير 2012

الاختلاف في العمل وفي وجهات النظر من خلال المؤسسات وبين أفرادها أمر طبيعي وفطري وظاهرة صحية وصحيحة، ولكن أن يصل إلى حد التصعيد والقطيعة والصراع والعداوة والتنابز واللمز والغمز وانتظار الفرص لتصيد الأخطاء والعثرات في عمله، والوقوف له بالمرصاد في كل صغيرة وكبيرة. هذا الأمر ما ترفضه قيم وأخلاقيات العمل المؤسسي كل الرفض الباحث عن التميز والجودة والتزاحم والتنافسية الإيجابية والرقم واحد أو الرقم الصعب على جميع المؤسسات. فالاختلاف في الآراء ووجهات النظر عليه ألا يخرج كونه مهارة يجدر بنا أن نحسنها وإجادتها وإدارتها وتعلم مهاراتها في مؤسساتنا وتعويد الجميع على إكسابها بفاعلية، وإفساح المجال للجميع ليعبر عن رأيه لعل في رأيه المصلحة والنفع، إذ أن هدفها الأول والأخير مصلحة المؤسسة والصالح العام. ويظن البعض منا وقد تكون هذه ثقافته الإدارية وأن منصبه يفرض عليه هذا وأن على موظفيه الأخذ بآرائه وأنها هي التي تُنفذ ويُعمل بها. فالاختلاف إذا أخذناه من الجانب الإيجابي ونحينا النظرة السلبية عن طريق مؤسساتنا فإنه يُعطينا ويمنحنا ويفتح لنا آفاقاً جديدة والتوصل إلى أفكار عملية وإيجاد حلول لبعض المشكلات التي تواجه المؤسسة، ويشجع على المشاركة الفاعلة يزيد الموظف أياً كان منصبه ودرجته الوظيفية من العطاء والتفاني والحيوية في خدمة المؤسسة فيتحسن الأداء ويتطور العمل في الأساليب والإجراءات، كل هذا وغيره يجعل من مؤسساتنا تتحرك لمعالي الأمور وقيم الاستنهاض لتكون دائماً في جاهزية واستعداد وتفاعل واهتمام ومتابعة في مجالات العمل المؤسسي المتنوعة والتحرر من ربقة القيم السلبية التي ما زالت تقيد بعضنا بقيود. والحمد لله ففي مؤسساتنا الخير الكثير من الكفاءات -كل حسب موقعه الإداري الوظيفي التي- تعمل وفق العمل المؤسسي وإحياء ثقافة الاختلاف الإيجابي وتوريث هذه الثقافة وتوصيل رسائل للعاملين وتقبل الآخر مهما كان بضوابطه وآدابه، لا فردية الآراء والنظرة الواحدة. " ومضة " قال الإمام ابن القيم رحمه الله " وقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه لتفاوت أغراضهم وأفهامهم وقوى إدراكهم، ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض وعدوانه... ".