15 سبتمبر 2025

تسجيل

الشيخة المياسة.. أعيدي الروح للمتاحف

20 فبراير 2006

كل الآمال معلقة بسعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر، للنهوض بقطاع المتاحف في دولتنا الفتية، والذي يعد واحدا من القطاعات المهمة في أي دولة، ولدى أي مجتمع، كونه يمثل ذاكرة الامة، حافظا لماضيها، ومسجلا لحاضرها، وناقلا لاجيالها القادمة. نعم هناك اهتمام وبتوجيهات كريمة من حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، بانشاء عدد من المتاحف، والتي من المتوقع ان يتم الانتهاء منها خلال المرحلة المقبلة، وهو أمر من المؤكد أنه يمثل توجها حكيما، ورؤية سديدة. لكن المتأمل لواقع المتاحف القائمة، والتي من بينها متحف قطر الوطني، الذي يعد أبرز معلم، ويضم تاريخا بكل حقبه عن دولة قطر، اضافة الى معالم أخرى ذات أثر تاريخي من العصور المختلفة، يعاني من الاهمال، وعدم الاهتمام من قبل الجهات المشرفة عليه، فطوال السنوات الماضية، كانت الفترات الاطول منها هي الاغلاقات أمام الزائرين، وغالبا ما يقال ان هناك صيانة في هذا المعلم الابرز في بلدنا، والذي يفترض انه في مقدمة الجهات التي تبرمج خلال زيارات المسؤولين أو المؤتمرات والندوات والملتقيات التي تعقد بالدوحة، بهدف اطلاعهم على تاريخ ومراحل تطور المجتمع القطري، ولكن للأسف أن ذلك لا يحدث منذ سنوات خلت. واذا كان هذا المتحف الرئيسي قد أُدخل «المتحف»، بعد ان اعتراه الاهمال، فما بالكم بالمتاحف الأخرى التي تقع خارج الدوحة، والتي بحاجة الى التفاتة من أجل إعادة الروح اليها. إن انشاء هيئة مستقلة تعنى بالمتاحف خطوة موفقة وسديدة، كون هذا القطاع يمثل أهمية كبرى، ومن الواجب البحث عن السبل الكفيلة التي من شأنها الارتقاء به بصورة نموذجية، وبالتأكيد فان اسناد هذه المهمة الى سعادة الشيخة المياسة اختيار صادف أهله، نتمنى لسعادتها التوفيق والسداد في مهمتها، ونحن على ثقة انها أهل لذلك، خاصة بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها في مساعيها الخيرة على النطاق الآسيوي، ممثلة بمبادرة أيادي الخير، التي حظيت بتجاوب وقبول ليس على الصعيد المحلي أو الاقليمي أو القاري، بل تجاوز ذلك الى العالمية، فكان التفاعل وكانت الاشادة من كل حدب وصوب لهذه المبادرة التي تلهج الالسنة بالدعاء لصاحب المبادرة الكريمة ومن تبناها ومن أشرف عليها، ومن رعاها ومن واصل دعمه لها عبر الفعاليات المختلفة التي أقيمت خلال الفترة الماضية. الشيخة المياسة.. أملنا كبير بأن تنفضي الغبار عن عدد من المتاحف القائمة حاليا، وتعيدي الروح اليها.