13 سبتمبر 2025

تسجيل

هوية مثقلة بالعدم

20 يناير 2024

أتغزل بوطن لا أسكنه، وأحن لأزقة لست زائرها، هل أحيا تحت الرماد؟ أم على الوطن الذي أنا عليه الآن؟ بالطبع لم يكن وطني لأنني لا أعتاد إلا ما كان جزءًا مني، تارة ترتجف أوصالي حنينًا للرجوع إليه، تارةً أنسى من أنا مثقلة هويتي بالغربة. لا عنوان لي.. لا إثباتات.. لا اسم لي ولا وطن.. رغم السجلات. بقلب لا أعرفه أدخل للوطن وبنفس القلب أخرج، ضائع مشتت عن هويتي، فمن أنا؟ ولأي وطن أنتمي؟ وهل نُسيت؟ كالنسيان الذي ذكره محمود درويش: «تُنسى كأنك لم تكن» أم نُسيت كشخص عابر فأضحيت غير قادر على استرجاع هويتي! أكنت أكذب؟ أحيانًا أصاب باضطرابات تجاه كل شيء. ولكن وطني يستحيل ذلك، فموطني عجز عن وصف بهائه حتى أمهر الشعراء وأكثرهم خبرة، أحن فأعود. لكن وطني يطردني كأنني أصبحت غير مرحب بي. هذه الأرض، لم تكن أي أرض، كانت لي! فلا ألم أشد من هجر الوطن، ولا لوعة أكثر حرقة من الغربة، ترى نفسك خرجت، فلم تعد! وإن عدت أصبحت غير قادر على التكيف، فماذا نفعل! هويتي مثقلة بالعدم! فلقد ابتليت بالغربة.