26 أكتوبر 2025

تسجيل

شكرا.. أتباع نيلسون مانديلا

20 يناير 2024

«نعلم جيدا أن حريتنا غير مكتملة من دون حرية الفلسطينيين»- الرئيس نيلسون منديلا. يدرك العالم أجمع جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي لا يزال يرتكبها جيش الاحتلال بشن غارات جوية وإلقاء قنابل والصواريخ على الأبرياء في قطاع غزة في فلسطين منذ السابع من أكتوبر 2023. ثم شنت عملية برية داخل غزة في 27 أكتوبر 2023. ومنذ اندلاع هذا الهجوم، تفرض قوات الاحتلال عقوبات جماعية على المدنيين الفلسطينيين. قتل أكثر من 75 صحفيا و 136 موظفا بالأمم المتحدة و 22835 مدنيا منذ بدء الحرب في غزة ولا يزال عدد كبير من الأشخاص محاصرين تحت الأنقاض ولا يمكن إنقاذهم. لسوء الحظ، لم تتخذ أي دولة في هذا العالم المتحضر والحديث أي إجراء حتى الآن لوقف حكومة بنيامين نتنياهو عن مثل هذه الجرائم الشنيعة والإبادة الجماعية باستثناء عدد قليل من البلدان التي أدانتها بوضوح مثل دولة قطر. في القرن الحادي والعشرين، إذا وقعت جريمة في ركن من أركان البلد، فسكان الأماكن البعيدة والنائية يعرفونها تماما كما يحدث بفضل قوة وسائل التواصل الاجتماعي. كذلك، إن ما يجري تنفيذه حاليا في قطاع غزة والضفة الغربية لا يخفى على العالم. تتطلب الإنسانية في هذا الوقت المحدد أن تثار قضية فلسطين في كل منصة عالمية ويجب تحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن قتل الآلاف من المدنيين وتدمير مباني وممتلكات المليارات من الدولارات من قبل قصف جيش الدفاع الإسرائيلي. لقد عانى سكان جنوب أفريقيا وغالبيتهم من السود، من نظام الفصل العنصري عقودا طويلة، اتخذ فيها شكلا مؤسساتيا منذ العالم 1948م، حيث أعدّ الأوروبيون المحتلون قوانين قاسية، عومل من خلالها السود معاملة استهتارية غير إنسانية، تقوم على حرمانهم من كل ما تتمتع به الأقلية البيضاء من حق الانتخاب والتملك، والأمن، وفرص العمل والمناصب العليا، وسعة العيش، على حساب الأكثرية السوداء صاحبة الأرض. ولا يزال السود الأفارقة الذين تتجاوز أعمارهم العقد الرابع يتذكرون تلك الحقبة العنصرية سيئة السمعة والذكر الذي فقدوا فيها كرامتهم كبشر وقيمتهم كإنسان قبل سقوط نظام الفصل العنصري سنة 1994م. فلعل تلك الذاكرة المؤلمة التي تقشعر منها الجلود دفعتهم بشدة في إقدام دولتهم على رفع دعوى لمحكمة العدل الدولية يوم الخميس تتهم فيها قوات الاحتلال بارتكاب جرائم إبادة للفلسطينيين والغزويين والقصف القاسي، الذي تسبب في مقتل آلاف الأشخاص والدمار الواسع النطاق في الجيب المحاصر، وتطالب فيها بإيقاف فوري لهذه الحرب البشعة. إن موقف جنوب أفريقيا واضح لدعم فلسطين حتى تحصل على حريتها كما قال الرئيس نيلسون منديلا:» نحن نعلم جيدا أن حريتنا غير مكتملة من دون حرية الفلسطينيين». نعم، أنتم يا أتباع نيلسون منديلا أوعيتم ونبهتم العالم جميعا حقيقة هذه الدول التي تتظاهر بالإنسانية هي من يشكل خطرا عليها، وأن على الإنسانية ومن يعتبر كرامة البشر أن تقف صفا واحدا لمواجهة خطرها على أمن وسلامة الإنسانية. أشكركم يا أتباع نيلسون مانديلا، أوفيتم مسؤوليتكم وذكّرتم العالم معنى الإنسانية وكرامة البشرية. في غياب جامعة الدول العربية في إقدامها بإيقاف فوري لهذه الحرب الشنيعة، نشكركم جميعا على ما قمتم من دور عظيم وكبير وجليل في دعوى فضح جرائم قوات الاحتلال في فلسطين، ودعم الشعب الفلسطيني في تحصيل استقلال بلاده من أيادي الاحتلال الإرهابي. شكرا لكم شكرا جزيلا.