11 سبتمبر 2025

تسجيل

ابدأ بنفسك وحرك المياه الراكدة

20 يناير 2024

تعيش الأمة العربية التحديات الحالية تحت وطأة العولمة والانفتاح التكنولوجي والمعلوماتي، ومن أصعب التحديات هي برودة التواصل الاجتماعي ما بين وسائل تواصل افتراضية، وعولمة غربية تكتسح الساحة. والحاضر يعاني بين هذا وذاك في غياب ضمني من قبل القدوة والنموذج المناسب للأجيال العربية إلا من قليل. وهنا نقف وقفة تأمل هل من ملاذ ومأوى يعين على مجابهة مثل هذه التحديات، أم أن مصيرنا لا يزال يبحث عن الحل المرتقب. في ظل ما نمر به من تحديات تظهر البشائر معلنة عن أنه لا يزال هناك أمل في استدراك ما فات ومحاولة استيضاح واستخلاص وبيان ما انطمس على مر السنين وتناسته الأفهام واختلط به الوعي جراء التأثير السلبي للعولمة. تأتي لقاءات (دفا البيوت) معلنة عن أن هناك في الأفق محاولات جدية للأخذ بيد الأسرة العربية والوقوف بجانب من اختلط عليه الأمر من خلال مناقشة بعض المشاكل والتحديات التي يسبح فيها زماننا. وقد تفضل الكوتش/ خالد إبراهيم بالأخذ على عاتقه مسؤولية النهوض بالأسرة العربية وأفرادها من خلال لقاءات أسبوعية افتراضية يحضرها أفاضل من شتى بقاع الأرض همهم الأصيل رمانة الميزان التي فُقدت بمرور الوقت بين أفراد الأسرة العربية والأسباب كثيرة ومختلفة باختلاف البيئات والشخصيات. وفي أول اللقاءات من (ومضات دفا البيوت) بعد غياب لم يطل تطرق الكوتش خالد إبراهيم إلى الحديث عن ماهية نظرة الإسلام عن الأسرة وطبيعة التواصل بين أفرادها بالضوابط والمعايير الإسلامية، أولها المودة والرحمة الغائبة بمفهومها الصحيح عن معظم البيوت والتي ربما تنتكس الفطرة السليمة بسبب غيابها ويؤدي بالتبعية إلى طمس الهوية وعدم الانتماء. ومن خلال النقاش في اللقاء ذُكرت بعض المشاكل التي يواجهها المجتمعات لسكن الأسر وأفرادها منها نوايا ومفاهيم الزواج السليمة عند الأشخاص، وغلبة المظاهر على الموضوعية في الاختيار لشريك الحياة، وغياب المعايير الربانية في مقابلة المعايير الاعتيادية بالتزامن، وانشغال الزوجين بالأمور المادية على الأمور التربوية النفسية وأنها لابد أن تُبنى على مر السنين بالتوالي في الأفهام والقلوب وترسخ في العقول، ومما يُفسد الفطرة السليمة مشكلة الشباب في العزوف عن الزواج من أجل الحفاظ على الحرية وإثبات الذات وتحقيق الطموح والخوف من المسؤولية وأعبائها… ونوه الدكتور خالد عن مصطلح (وقت الاستثمار في مقابل وقت الاستهلاك) وأننا لابد أن نعي أننا نستقل رحلة قطار مؤقتة بمواعيد محددة وحتما سيأتي موعد المغادرة والوصول فمن فطن جعل وقته في الرحلة وقت استثمار وليس استهلاك، وأوضح أن كل جهد بذلناه وانتهى أثره في الدنيا هو جهد استهلاك وكل جهد ترك أثرا نافعا بعد الممات هو جهد استثمار وهذا لا يأتي إلا مقترنا بنية ارضاء الله عز وجل، وأيضا تحدث عن (العين الهادئة المنصفة الخبيرة) تبحث بالبصيرة في العلاقة الناشئة بينها وبين الطرف الآخر أيا كان هل هذه العلاقة تسلبها تكريم الله لها (ولقد كرمنا بني آدم) صدق الله العظيم، أم تأخذها لطريق الإنصاف والمودة والرحمة والحال حينما تُسلب النفس التكريم المعطى من الخالق هو الرفض والدليل حديث رسولنا الكريم (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) والنصره للظالم بكفه عن ظلمه فالطاعة لله وحده قبل أي أحد، ومسألة إصلاح النية والدعاء قبل العمل ليست كافية ولكن لابد من التسلح إما بالاطلاع الذاتي أو بالاستعانة بالمختصين بعلم النفس والاجتماع والسلوك المتواصل بحرفية لمواجهة الإفساد بمنهجية علمية واعية، واختتم اللقاء بمقولة شهيرة (يهتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل).