12 سبتمبر 2025
تسجيلأن تكون مثالياً فلن يكون لك هذا!. وإذا أردتَ أن تكون حياتك مثالية فلن تستطيع!. وإذا أردتَ أن يكون يومك مثالياً فلن يكون ما تريد !. وإذا أردتَ أن تكون وزارتك مؤسستك مثالية فلن تقدر!. وإذا أردتَ أن يكون هناك وزير مثالي فلن يكون هذا!. وإذا أردتَ أن تكون مديراً مثالياً أو أي مسمى وظيفي تحمله فلن تكون!. وإذا أردتَ أن يكون في مجتمعك مجلس للشورى وعضو مثالي من الدرجة الأولى يُشار إليه بالبنان فلن تجده!.(ولكن عليه أن يسعى ويتحرك، فالعضوية ليست كرسيا ووجاهة). وإذا أردتَ أن يكون هناك تعليم مثالي فلن يكون ذلك!. وإذا أردتَ أن يكون في مدرستك معلم مثالي فلن يكون!. وإذا أردتَ أن يكون في البيئة المدرسية والجامعية طالب مثالي فلن يحصل لك هذا!. وإذا أردتَ أن تكون لكَ زوجة مثالية فلن يكون لك هذا!. وإذا أردتِ أن يكون لكِ زوج مثالي فلن يكون لكِ ما أردتِ!. وإذا أردتَ أن يكون بيتك مثالياً فلن تستطيع!. وإذا أردتَ أن يكون لك صاحب وصديق مثالي يصحبك وتجالسه فلن تجده!. وإذا أردتَ أن يكون كتابك مثالياً فلن يكون لك!. وإذا أردتَ أن تكتب وتضع خطة مؤسسية مثالية، ويكون تنفيذها مثالياً فلن تقدر!. وإذا أردتَ مجتمعاً مثالياً أياً كان مكانه ومدينة فاضلة أياً كان موقعها انس ذلك!. وهكذا...، فلن يروق لك كل ما تريد!. فـــــ» كن أعمى عندما ترى ما لا يروق لك». فأنتَ وأنتِ والجميع لن نكون مثاليين، فالمثالية قيمة صعبة المنال ولن تُنال!. فما تراه اليوم يروق لك فغداً قد تراه مختلفاً تماماً. وإذا عشت وعينك على المثالية فلن تستمتع بحياتك وستتوقف عن العطاء، ولن يُعجبك شيء!. وتكون بعد ذلك الانتكاسة والهروب من ميدان ومباهج الحياة. كل هذا وغيره لن يكون، وعلينا جميعاً السير نحو التوجيه النبوي الحكيم العملي «فسدِّدُوا وقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، واسْتعِينُوا بِالْغدْوةِ والرَّوْحةِ وشَيْءٍ مِن الدُّلْجةِ»، و»سَدَدُوا وَقاربُوا، وَاغدُوا ورُوحُوا، وَشيءٌ مَن الدُّلجةِ، والقصدَ القصدَ تَبلُغُوا». فهذه هي الحياة، تقبل بما فيها من أفراح وأحزان، ومن إيجابيات وسلبيات، ومن ربح وخسارة، ومن صعود وهبوط، ومن سير وتوقف. يقول عباس العقاد رحمه الله «غناك في نفسك، وقيمتك في عملك، وبواعثك أحرى بالعناية من غاياتك، ولا تنتظر من الناس كثيراً». نعم اطلب النجاح والجودة والتميز. ولا تنشغل بالمثاليات ووهم وسراب ونظريات وأفكار المثالية والمنظّرين، فــــــــ»الإيجابي لا تنتهي أفكاره» ولا تتوقف حركته وعطاؤه!. «ومضة» صُناع الحياة- رحمهم الله- ما أرادوا الحياة مثالية ولم يسعوا إليها. فحركة حياتهم مشاهد عدل وإحسان وعمل ومسؤولية ومواقف وتفاعل وأثر. هكذا الحياة!. [email protected]