14 سبتمبر 2025

تسجيل

عمر الخطيب.. من روّاد التعليم في قطر

20 يناير 2021

شرعت منذ سنوات في جمع مادة علمية حول الشباب والرياضة في دولة قطر من حيث تاريخها وتطورها خلال العقود السبعة الماضية.. وحصلت على معلومات وصور ووثائق نادرة تمس الموضوع المدروس ستظهر مستقبلاً في كتاب توثيقي بإذن الله تعالى. أحد أبرز الرواد ولعل أول الشخصيات التي جمعت المادة الأولية عنها كانت شخصية " عمر الخطيب " وهو "مربي فاضل" قدم إلى قطر من لبنان وانخرط في سلك التعليم ورعاية الشباب منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي، واستمر في عطائه لفترة طويلة كان خلالها نموذجا عربيا مشرفا في خدمة التعليم والمدارس والرياضة بشكل عام في قطر. عاصر مؤسس التعليم في قطر المرحوم الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني وزير المعارف في تلك الفترة، واستمر معه في خدمة التعليم وله مبادرات شبابية مشهودة على " استاد الدوحة " من خلال إقامة المهرجانات والمسابقات والاحتفالات الموسمية سواء الكشفية منها أو الرياضية والتي خلقت منافسة كبيرة بين الشباب القطري خلال تلك الأيام وكان " الخطيب " أحد المؤسسين لهذه الجهود التي ارتقت بمدارسنا وطلابنا نحو القمة من خلال نشر الوعي بينهم وتوجيههم في بناء أجسادهم وعقولهم في فترة كان التعليم في قطر يخطو خطواته الأولى نحو البناء والتأسيس بالشكل الصحيح. استاد الدوحة تم تأسيس استاد الدوحة كأول ملعب عشبي في دولة قطر ومنطقة الخليج في بدايات ستينيات القرن الماضي.. وقد شهد هذا الملعب العديد من مباريات كرة القدم المحلية والخارجية.. فقد استضاف بعض الفرق العربية والأجنبية مثل: فريق الأنصار اللبناني والعربي الكويتي والترسانة المصري وسانتوس البرازيلي وغيرهم في فترة كان هذا الاستاد يمثل للشباب القطري أيقونة رياضية كانت شاهدة على عصر النهضة الشبابية والرياضية في قطر وبخاصة في فترتي الخمسينيات والستينيات على وجه الخصوص، إذا اعتبرنا أن بداية السبعينيات شهدت مرحلة استقلال دولة قطر حيث توجهت الدولة إلى مرحلة دمج الأندية (1972 تقريبا) وذلك بعد الاستقلال سنة 1971 م. فقيد الرياضة والشباب وبرحيل المربي الفاضل عمر الخطيب (1932 - 2021) فقدت الساحة القطرية والعربية أحد روادها الذين أسسوا بنية تحتية مهمة للرياضة والشباب كانت تعتبر من أهم الفترات التي قدمت ابهى صورها في البناء والوفاء سواء في دولة قطر أو غيرها من البلدان العربية. مسيرة حافلة وللفقيد سمعة تاريخية لا تنسى في مسيرته الطويلة وخاصة بين أهل قطر.. فهو أول مدرس للتربية الرياضية في دولة قطر حوالي عام 1954 م أي قبل انطلاق التعليم الحكومي بفترة قصيرة (1956) تقريبا.. فقد عمل في مدرسة صلاح الدين لمدة 20 سنة وكذلك مدرسة قطر القديمة والمعهد الديني.. بجانب عمله كمدرب أيضا في بعض الأندية الرياضية وكذلك اشرافه على تدريب وتأهيل الآلاف من الشباب القطري خلال ذلك الجيل. فقد عرف عنه اهتمامه بالاشراف على نشر اغلب الألعاب الرياضية في قطر مثل: كرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة والجمباز والسباحة والجري والماراثون واختراق الضاحية وألعاب القوى وغيرها. وعرف عنه اهتمامه بالموهوبين من الشباب القطري في تلك الفترة ومنهم بعض نجوم كرة القدم في قطر مثل: خالد بلان ومحمد غانم الرميحي وغيرهما الكثير من الموهوبين في بقية الألعاب الرياضية الأخرى. كما كان مهتما بتأسيس فرق الناشئين من الشباب القطري في كافة الألعاب ومنها كرة القدم حيث كان يركز على هذه الفئة لقيادة المجتمع في المستقبل. وعمل الفقيد مدربا في بعض الأندية القطرية مثل النادي الأهلي ولعب لنادي النهضة (حارس مرمى) كما لعب أيضا مع نادي المعارف لكرة القدم الذي اسسه الشيخ جاسم بن حمد. وسعى لتكوين أول فريق للمدارس والمكون من بعض الأسماء ومنها: أحمد الأنصاري وعبد العزيز الغريري وعلي عبدالرحمن مفتاح واحمد الجيدة ومكي الماجد وجابر الأنصاري وعلي عبدالكريم ومحمد سعيد المسلماني وعبدالرحمن حسن مراد. وتذكر بعض المعلومات بأنه أسس أول فريق للناشئين في كرة القدم بنادي السد الرياضي الذي تأسس عام 1969 م. وفي عام 1984 م غادر عمر الخطيب قطر متوجها إلى بلده الأم لبنان، حيث اقامت الجهات الرياضية له حفلا مشهودا يليق بسمعته وخبرته في خدمة قطر على مدى أكثر من ثلاثة عقود أسس خلالها قاعدة رياضية وشبابية ستظل محفورة في ذاكرة القطريين إلى الأبد. كلمة أخيرة: للفقيد عمر الخطيب كتاب توثيقي عن مشواره مع الرياضة والشباب وتطور التعليم في قطر من خلال تجربته الذاتية التي عاشها في قطر، فيما بين (1954 - 1984) وهي فترة خصبة كانت بمثابة اللبنات الأولى لتأسيس أجيال أخرى قادمة بمجال الرياضة والشباب في قطر.. رحم الله عمر الخطيب وأسكنه فسيح جناته. [email protected]