11 سبتمبر 2025

تسجيل

ومضى راشد رحمه الله

20 يناير 2020

فجر يوم الثلاثاء التاسع عشر من جمادى الأولى 1441 من الهجرة، الموافق الرابع عشر من يناير2020 من الميلاد، انتقل إلى رحمة الله الدكتور راشد بن علي الكبيسي رحمه الله. وكانت الصلاة عليه بعد صلاة العصر ودفنه بمقبرة مسيمير(بوهامور)، وكانت هذه الأعداد التي أتت للصلاة عليه، والتعزية من المبشرات بإذن الله لأبي عبدالله رحمه الله. فالكل راحل عن هذه الدار يوماً ما، ولكن كيف سيكون الرحيل، وماذا سيقال عنك أيها الراحل؟ ولكن "مَن أثنيتم عليه خيرًا، وجبتْ له الجنَّة، ومن أثنيتم عليه شرًّا، وجبت له النار، أنتم شُهَداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض". نعم الجميع يثني عليك خيراً ويذكرك بخير ويترحم عليك يا أبا عبدالله. فهنيئاً لك هذا الثناء بعد الرحيل.. رحل راشد رحمه الله ولم ترحل همته العالية عنا رغم الإعاقة. رحل راشد رحمه الله ولم تزل ابتسامته ماثلة أمامي عندما تسأله كيف حالك يا أبا عبدالله وهو على فراش المرض. رحل راشد رحمه الله ولم يزل صبره وإصراره درساً لكل صاحب إعاقة أو معافى في جسده في أن ينهض، ويكتب دروسه في حركة الحياة من الفأل والأمل. رحل راشد رحمه الله ولم يزل يقول لنا الحمدلله بحركة شفتيه بصوت خافت مع ابتسامة. رحل راشد رحمه الله ولم تزل قوته وحيويته رغم إعاقته تمنحنا دروساً في أنه لا شيء يقف أمام التحديات. رحل راشد رحمه الله وقال تجربته أمام الجمهور وتناقل الجميع "تجربتي"، ولكن هل هي لحظات من العواطف أتت وهو يتحدث، أم أن راشد رحمه الله يرسل لنا رسائل في أن الكل قادر على أن يصنع لنفسه تجربة حية "وكل ميسر لما خلق له" فلا تقف! فقد منحك الله تعالى إمكانات وقدرات ومهارات تخدم بها دينك ووطنك وأمتك. رحل راشد رحمه الله وسمعت ممن صحبه في دراسته بالخارج أنه صاحب همة عالية في محافظته على صلاته في ذهابه إلى المسجد مع شدة البرد وتساقط الثلوج، وإقباله على دراسته الجامعية وخاصة في الذهاب إلى محاضراته الأولى منها، ونحن أصحاء نتكاسل عن الذهاب في المحاضرات الأولى. رحل راشد رحمه الله مع الأمراض التي جاءته ومن قبل الإعاقة وهو صابر ومحتسب، بإذن الله هي خير له ورحمة منه سبحانه وتعالى عليه مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم " مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه". وقوله صلى الله عليه وسلم " مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُصِبْ مِنْهُ" فأراد الله سبحانه وتعالى به خيراً فأصاب منه ما يرفع به درجاته ويكفر عنه سيئاته رحمه الله. رحل راشد رحمه الله وكانت آخر زيارة له يوم الثلاثاء السابع من يناير أي قبل وفاته بأسبوع، والحمدلله فقد كان جالساً ليس بنائم، وكان ينظر إليّ ويبتسم، وسألني عن أخي عبداللطيف فقد كان معه في دراسته الجامعية، رحمك الله يا أبا عبدالله. وأخيراً.. نرجو من مؤسسات الدولة خاصة وزارة الثقافة والرياضة، وكذلك وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، ومكتبة قطر الوطنية، بالمبادرة والمسارعة بإصدار كتاب يحكي قصة د. راشد الكبيسي رحمه الله، ففي حياته مواقف فيها الكثير من مباهج الخير وساحات العطاء لجميع الأعمار حاضراً ومستقبلاً. فهل سنرى كتاباً سيخرج إلى النور يحكي قصة د. راشد رحمه الله تتبناه إحدى المؤسسات؟ أم...!. ◄ "ومضة" اللهم إن راشد بن علي بن محمد الكبيسي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِ من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر له وارحمه، فإنك أنت الغفور الرحيم. اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بماء وثلج وبَرَد، ونَقِّهِ من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله. اللهم إنه عبدك وابن عبدك وابن أمتك كان يشهد أن لا إله إلا أنت، وأن محمداً عبدك ورسولك، وأنت أعلم به، اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده. رحمك الله يا أبا عبدالله. [email protected]