10 سبتمبر 2025
تسجيلقطار محمد الجفيري لا يتوقف كما أسلفت عند محطة واحدة. مائدته عامرة بما لذ وطاب ولكن احتواء كل الصفحات في مقال من الصعوبة بمكان حقاً ذلك أن الفترة الزمنية ممتدة والتحولات تشمل كل الفعاليات. كما أن التطور قد أسبغ واقعنا المحلي. سنوات تلاحقت سراعاً، وهو كبحار ماهر يغوص في ذاكرة الأيام. ينبش في ذاكرتنا الجمعية. سواء ما كان مفرحاً أو مقلقاً. ففي صفحة "79" مثلاً يستحضر حادثة مرت سراعاً على قطر. وسجلها الكاتب تحت عنوان "تسمم". في هذا الفصل يقدم لوحة بانورامية لما حدث في عام 1967.. عام النكبة.. كانت الشائعات قد احتلت جزءاً من ذاكرة المواطن والمقيم واحتلت حجماً مبالغاً واتسعت دائرة الإشاعات والاتهامات. بأن المياه مسمومة. وقالوا إن الأمر مرتبط بالطحين. ذلك أن الباخرة التي جلبت الدقيق كانت تحتوي على الفيران. وأن سم الفيران قد اختلط بالدقيق. وآخر ادعى أنه مخلوط مع العيش "الأرز" تعددت الروايات ولكن أين الحقيقة؟ والحقيقة أنني شهدت موت أحدهم "حسن جناحي" وكان صاحب محل ملاصق لمحلات الوالد يوسف الباكر "مشكاب" المواجهة لمحلات الوالد. إذاً الأمر لم يكن إشاعات. ولكن الحقيقة غابت حتى هذه اللحظة. وهنا يطرح الكاتب تساؤلاته. هناك أحداث أخرى ولكن الجفيري ليس مؤرخاً ولكنه مجرد شاهد على فترة من عمر الزمن. تحول فيها وطن الشمس إلى واحة للأمن والأمان والسلام. ومن هنا يقلب الكاتب في سفر الأيام. الجفيري.. شاهد.. رأى.. واحتك.. وعاش التجربة. وفي كل مرحلة شعر بطعم الأيام. رفقاء عاشوا في الحي ورحلوا، زملاء احتك بهم.. تشاجر معهم.. زملاء كون معهم فرقاً يتحدى الفرجان الأخرى أول ساعة يد حصل عليها.. وأول دراجة هوائية ركبها.. أول رحلة مدرسية شارك بها. أو "ميز" للأكل شارك زملاءه.. تعددت روافد حكاياه من تاريخ الحي. بل كل الأحياء. وإن كان الاستحضار للفرق الصغيرة ذات الأسماء الرنانة. الأسود، النمور، الصقور، الشواهين.. الخ كما أن اللعبة الأولى نتذكرها جميعاً "التيلة" وكرة القدم عبر "كرة أم بوز" كان الأهم تكوين أول منتخب عام 1970. نجوم ما زالوا أحياء، ونجوم تحت الثرى من أمثال "خالد بلان، عبد الأمير زينل، مال الله عبد الله، حسن السويدي، ديوك" ومن ينسى زيارة النادي الإسماعيلي ولاحقاً النادي الأهلي وزيارة محمد علي كلاي، واندريه وجان سعادة.. كم كنت أتمنى أن يتم الاستعانة بهذا الكاتب في رصد أسماء اللاعبين القدامى في فرق الفرجان مثلا أنا أتذكر بعض الزملاء ممن لعبت ضدهم من أمثال الصديق حسين جعفر أو عبد الله ذياب أو غيرهم. وأذكر لاعباً كان يمارس اللعب ضمن هذه الفرق في الحواري. كان لاعباً حريفاً اسمه "قاسم اليماني". إنه والد الفنان "علي ربشة" لذا أتمنى الاستعانة بأرشيفه، وهذه دعوة موجهة للصديق الأستاذ علي العلي. كما أن المرحوم الصديق علي عيسى بوحقب قد ترك ثروة لا تقدر بثمن وعلى الجهات الرسمية اقتناؤها. لأننا كما أسلفنا حذرنا من نهب ثروة المسرح وثروة الأغنية القطرية فلا نريد أن نفقد ما لدينا من ثروة في إطار الرياضة. خاصة وأن قطر رائدة في هذا المجال لأنني مع الأسف أشعر بالغبن في كثير من الأوقات وأنا أقلب في الصحفات حول بعض الأقلام التي تطرح مضامين بلا دليل أو سند أو معايشة ولكنه يعتمد على مقولة "قالوا لي؟". [email protected]