16 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من أراد إرسال رسالة وما هو مضمونها؟إن التفجير الانتحاري الذي وقع قبل أيامٍ في ساحة السلطان أحمد وسط مدينة إسطنبول، يعتبر واحدًا من الهجمات الإرهابية المهمة، التي واجهت تركيا. منفذ العملية الانتحارية، هو مواطن سوري من أصول تركمانية، مرتبط بتنظيم "داعش"، وقد أدت العملية إلى مقتل 9 سياح ألمان. تمكنت قوات الأمن، وبسرعة، من فك الارتباطات المتعلقة بالهجوم، وتركز الآن في عملها على فك بقية الارتباطات غير المرئية.اعتقلت قوات الأمن في مدينة "أنطاليا" الساحلية، جنوبي البلاد، ثلاثة مواطنين روس، يشتبه بامتلاكهم ارتباطات مع تنظيم "داعش". فيما أعلنت موسكو من جهتها، أن الأسماء التي تم توقيفها، مدرجة أصلًا على قائمة الإرهاب في روسيا.ومن أبرز المعلومات التي توصل إليها فريق التحقيق التركي، أن الانتحاري منفذ التفجير في منطقة السلطان أحمد، التقى في سوريا، مع خلية تعمل بشكل مزدوج لصالح النظام السوري وتنظيم داعش، وأن هذا النوع من الخلايا تعمل على تجنيد عناصر من التنظيمات المتشددة، لتنفيذ عمليات انتحارية، مقابل تقاضيها المال من طرف ثالث. ما هو مضمون الرسالة ومن مرسلها؟تم تفكيك الرسالة التي حملتها العملية الانتحارية بعد جمع وتحليل البيانات:الهجوم من مصدر روسي، والرسالة موجهة لأردوغان وميركل.روسيا، لا تشعر حتى الآن أنها تمكنت من الثأر لإسقاط طائرتها التي اخترقت الأجواء التركية، وأعتقد أن الجانب الروسي لا يزال غاضبًا بسبب "الصفعة" التي تم توجيهها لـ "بوتين"، وارتفاع نجم "أردوغان" على مستوى العالم، لهذا السبب تركز روسيا على قصف المناطق التركمانية والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المعتدلة في سوريا، كما أن المتابع للشأن السوري يستطيع إدراك حقيقة عدم تركيز روسيا على ضرب المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش"، وعدم استهدافها بشكل فعلي. من ناحية أخرى، تواصل روسيا فرض "عقوبات" على تركيا.كل ما سبق، لم يخمد النار المشتعلة في قلب بوتين، لذلك كان من الطبيعي توقع اندلاع موجة من الأعمال والهجمات الإرهابية الخطيرة في تركيا، وهذا ما حصل بالضبط، حيث شنت منظمة "بي كا كا" الإرهابية، هجومًا تم تنفيذه بواسطة سيارة مفخخة، في مدينة "ديار بكر" جنوب شرقي البلاد، وذلك عقب عملية "السلطان أحمد". ترى تركيا بأن التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفاها خلال الأسبوع الماضي، مصدرهما روسيا، خاصة وأن الزيارة التي قام بها زعيم حزب "الشعوب الديمقراطي" صلاح الدين دميرطاش إلى روسيا، كانت عبارة عن إعلانٍ لتحالف عقد مع منظمة "بي كا كا" الإرهابية، سيما وأن وسائل إعلام روسية، ذكرت بأن دميرطاش طلب من روسيا تزويد المنظمة الإرهابية بأسلحة ثقيلة، وهذا ما أثار ردود فعل سلبية داخل تركيا. مما لا شك فيه، بأن زيارة دميرطاش إلى روسيا، تمخضت عن إبرام تعاونٍ وثيق بين منظمة "بي كا كا" وروسيا، وأن نتائج ذلك التحالف والتعاون، ستظهر بشكل أوضح، على الساحتين السورية والعراقية على وجه الخصوص.هجوم "السلطان أحمد" والرسالة المرسلة لألمانياإن الرسالة التي بعثت إلى تركيا من خلال الهجوم الانتحاري في استهدف ميدان "السلطان أحمد"، معروفة الأسباب والأبعاد، فهي تحمل في طياتها انتقامًا روسيًا للطائرة التي أسقطتها القوات المسلحة التركية، لكن ما هي الرسالة التي بعثت إلى ألمانيا في هذا الإطار؟لطالما أكدت المستشارة الألمانية، "أنجيلا ميركل"، على أن تركيا هي من أكثر البلدان التي تمتلك القدرة على المساعدة في أزمة اللاجئين، خاصة بعد أن بدأت الأزمة تدق أبواب أوروبا، كما أنها قدمت إلى تركيا على عجل، للإعراب عن دعمها لأردوغان.رغم كثرة الانتقادات التي وجهت لميركل بسبب شكل الزيارة الخاطفة التي أجرتها إلى تركيا، والتصريحات التي أطلقتها من هناك، إلا أن المستشارة الألمانية واصلت التأكيد على أهمية تركيا في هذا الإطار، وهو ما أزعج البعض. فرض بوتين قيودًا على السياح الروس الراغبين بزيارة تركيا، لذلك كان من المتوقع انخفاض عدد السياح الروس، مما دفع تركيا إلى تعويض ذلك من خلال تشجيع السياح الألمان، فأتت هذه الهجمة الإرهابية، لترسل رسائل تحذير وترهيب، لكل من ميركل والسياح الألمان على حد سواء. وفي هذه الأثناء، تسعى تركيا لتحرير المناطق المحتلة من قبل تنظيم "بي كا كا" الإرهابي، في مناطقها الشرقية، وتمكنت القوات التركية في تلك المناطق، من قتل أكثر من 500 إرهابي ودمرت الآلاف المفخخات، في إطار عملياتها ضد عناصر المنظمة. تشن منظمة "بي كا كا" الإرهابية حربًا ضد تركيا، من أجل الانفصال أو إرغام الدولة على قبول منطقة حكم ذاتي لها، وتحظى المنظمة بدعم دول مهمة، فيما أعلن تنظيم "داعش" الحرب على تركيا صراحة، كل ذلك يظهر وجود رغبة لدى البعض، بجرف تركيا إلى مستنقع اللا استقرار والفوضى.ومن الواضح، أن الغرب الذي رفع الآن العقوبات التي فرضها على إيران قبل عقود، يسعى لتحقيق توازن في المنطقة، في مواجهة التعاون السعودي التركي القطري، من خلال إبقاء المنطقة تترنح بين "كتلة سنية قوية، يقابلها كتلة شيعية قوية".إضافة إلى أن الغرب، يعتبر اندلاع حرب شاملة، لا تبقي ولا تذر، بين الكتلتين، هدفًا أسمى بالنسبة له، وفي حال نشبت، فإن ذلك اليوم، سيكون يوم عيدٍ بالنسبة له.