18 سبتمبر 2025

تسجيل

لننسَ ما حدث ولنعش يومنا

19 ديسمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); زفير نفسه وشهيقه يكاد أن يُسمع من خارج سيارته ، وهو لا يعرف إلى أين المسير! ما هو الحل وما هي الحيلة الآن؟ هل يكابر وتأخذه العزة بالإثم ويوصلها بيت أهلها، أم يحلم ويتنازل عن نرجسيته الغاضبة ويصالحها ؟.. فتذكر نصيحة السماء وقول الآية الكريمة "إن بعض الظن إثم" ، فتشجع وضغط على كبريائه، كي لا تردعه نزعة الشر التي تجثو على قلبه ، فمد يده وزحفت بهدوء كالثعبان الجميل الملمس ، إلى أن وقع كفه على كف زوجته التي تجلس بجانبه في السيارة.. فاشتبكتا معاً وتعانقت الأصابع حتى أصبحتا كاليد الواحدة، فحس بحرارة يدها تسري في عروقه ، وصدى ضربات قلبها تطرق باب قلبه ، فتأثرت روحه واستسلمت ، فخرجت من صدره أنـّة وونـّة خرج معها الهم والغم. أما حال زوجته الباكية، والتي تنظر من نافذة السيارة والدموع تجري على وجناتها ، فأحست بحرارة أصابعه تداعب أصابع يدها ، وكأن بإبهام يده قد احتواها واحتضنها كلها بعد أن دغدغ راحة كفها ، فوصلت كهرباء من حرارة يده بداخل عروقها ، فتحولت إلى إشارات لغوية ، حللها الدماغ بالجزء المخصص بالحنان في المخ ، وأفرز جسمها هرمون الراحة والأمان الأوكسيتوكين المختص بحنان الأم بسرعة إلهية رهيبة لا تصدق!فنظرت إليه زوجته وابتسمت ، ومازالت الدموع تجري على الوجنات ، إلى أن قالت : لننسَ ما حدث ولنعش يومنا ولنسعد به ، أشكر إحساس قلبك الجميل ، فأصابعك هدأت من روحي وبردت قلبي الحزين. أخي الزوج لو تعلم كم من موجات الكهرباء تسري بيد الزوجة إذا مسكتها وداعبتها ، صدقني سيدي إن سوء الفهم الذي وقع بينكما سيحل في الحال ، وربما ستظهر ردة فعل عكسية تملأ حياتكما حباً وسعادة .. فلتحاول عزيزي الزوج بالبدء ، ولتترك عنك الكبرياء ولتتواضع لله ولرسوله ولمستقبل مشروعكما وأبنائكما ، ولتمسك بيدها ولتداعبها ، خاصة وهي غافلة وسارحة ، فصدقني لن تندم .. إذ ستذوب مع حرارة اللمس عدة مشاكل ومعضلات ، وستطرد من حياتكما بفعل رياح الحب .. وحتى لم يكن بينكما سوء ، فمداعبة اليد تحفيز للعلاقة مع الزوجة وتعطي روحها ثقة بالنفس وبالزوج وبمشروع الزواج الذي أقدمت على المضي فيه .