20 سبتمبر 2025

تسجيل

اليوم الوطني

19 ديسمبر 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إنّ الأفذاذ في تاريخ الشعوب ندرة، وقلما نجد من يستطيع بناء دولة معتمداً على قدرته وذكائه وحنكته وعلمه وإيمانه، باذلاً من حر ماله وسخياً في عطائه كما كان عليه الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني المؤسس لدولة قطر، الفارس الشجاع الذي جمع بين السياسة والدين والأدب.اليوم وقد استقبلنا وبكل فرحة وعزة وشموخ.. يوماً تاريخياً يشكل علامة فارقة في ذاكرة أهل الخليج.. هو اليوم الوطني لدولة قطر.. الذي صادف 18 من ديسمبر من كل عام.. نعيش فيه بهجة الدولة الحديثة، التي أرسى دعائمها الأولى المؤسس رحمه الله.. وسار على نهجه.. سمو الأمير المفدى.. وسمو الأمير الوالد.. فكل عام ودولة قطر بألف خير.وعندما نتذكر المؤسس، نتذكر قائداً غيوراً على الوطن ومكانته، والذود عن كرامته، ورد كل معتدٍ وطامع فيه، فعلى مر الأحداث والمواقف التي شهدتها مراحل التأسيس، ظل الشيخ جاسم مثالاً للقائد الفارس والمفاوض الحكيم.تميز عهده رحمه الله بانتشار الأمن والعدل والرخاء. وشهدت البلاد ازدهارا في أعمال الغوص على اللؤلؤ وتجارته. حتى أصبحت قطـــر من أكبر مصدريه والمتعاملين به. وتضاعفت أعداد السفن العاملة في ميادين التجارة والغوص والنقل وتنوعت الأعمال، وراجت الأسواق وازدادت أعداد السكان فتوسع العمران وانتشر.وعاون المحتاجين، وكان ناصراً للمظلوم، وساعياً لفك اسر من يلتجئ إليه، ومفرجاً للكرب، ومعتقاً للعبد.كما كان ناصراً للمظلوم، وساعياً لفك اسر من يلتجئ إليه، ومفرجاً للكرب، ومعتقاً للعبد، وهو في كل ذلك لا يبتغي غير مرضاة الله، ولم يخضع لغيره، ثائراً منأجل دينه ومدافعاً عن وطنه.ولعل فيما جرى بينه وبين العثمانيين خير دليل على الحنكة السياسية والعسكرية التي كان يتمتع بها الشيخ جاسم. ففي مارس 1893، وبينما كان الشيخ جاسم قد شارف السبعين، رفض وبإصرار، كل محاولات العثمانيين، زيادة نفوذهم في قطر، ورغم الضغوطات ورغم فارق القوة والعدد بين الطرفين، فقد ثبت الشيخ جاسم على الحق، واستعد بإيمانه وولاء شعبه، لخوض معركة الوجبة التي فرضت عليه، فخاضها حتى تحقق للقطريين النصر.وهزم الفارس العثمانيين في تلك المعركة التي شكلت بنتائجها نقطة فاصلة في تاريخ قطر الحديث، بما برهنته عن القطريين من صور الثبات، والعزم، ووحدة الصف والكلمة خلف قائدهم الشيخ جاسم، الذي أثبت بقراره وبانتصاره، حنكته في القيادة، وقوة استقلالية القرار القطري.وتجلت قدرته الفائقة في الأدب، وبرزت براعته في التفاوض والحوار والنقاش، وبفضل ما حباه الله تعالى من ذكاء سياسي وحنكة فطرية، تمكن من بناء نهضة قطر التي قامت عليها ركائز اليوم.وباستقرار الأمور وسيادة قطر على أرضها بدأ الشيخ جاسم مشاريعه، فقام ببناء المساجد والمدارس، واستضافة العلماء، وطبع كتب الفقه على نفقته، وأمر بتوزيعها داخل قطر، وفي البلدان الأخرى، دليلا على حبه للعلم وايمانه بدوره في نهوض الأمم والشعوب.تميز عهده رحمه الله بانتشار الأمن والعدل والرخاء. وشهدت البلاد ازدهارا في أعمال الغوص على اللؤلؤ وتجارته. حتى أصبحت قطـــر من أكبر مصدريه والمتعاملين به. وتضاعفت أعداد السفن العاملة في ميادين التجارة والغوص والنقل وتنوعت الأعمال، وراجت الأسواق وازدادت أعداد السكان فتوسع العمران وانتشر.لقد استطاع أن يستقل بكيانه، وان يؤسس دولته بخطى وثقة واعدتين، وبشجاعة نادرة مضحياً بماله ووقته من أجل قطر.إنّ ما نحن عليه من رخاء اليوم وعز، يعود الفضل فيه إلى الله عز وجل، ثم إلى الشيخ جاسم، فهو جدير بأكثر مما نحتفل به هذه الأيام، وأنه لابد من أخذ الدروس والعبر من سيرته الفذة.الشيخ خليفة بن أحمد بن سلطان بن جاسم آل ثاني