16 سبتمبر 2025

تسجيل

الكيان الصهيوني إذ يؤبن مانديلا !

19 ديسمبر 2013

كان مفاجئا ومقززا أن يقوم بتأبين المناضل الإنساني والعالمي الحر "نلسون مانديلا" بعض من لا يعرفون معنى الحرية ولا قيمة الإنسان من الفجّار الذين سجل التاريخ أسماءهم في قوائم المجرمين الاستثنائيين ؛ كمجلس وزراء العدو الصهيوني وحلفائه ومن يدعمونه في الإرهاب.. أما الأعجب على الإطلاق فهو أن يقع ذلك حيث الوكر الذي يدير عمليات القرصنة على أراضي الفلسطينيين وفيه يتم انتهاك القانون الدولي والإجحاف الشائن بحقوق الإنسان، وفيه أيضا تتخذ فيه قرارات قتل الأطفال والنساء وتسميم المياه وحرق الزرع والضرع واغتيال الشرفاء والمناضلين والتآمر على المنطقة والعالم. التأبين النفاقي الخبيث لا ينقص من احترام مانديلا أو من قيمة نضاله، وهو بالتأكيد لن ينطلي على أحد ؛ لكنه عار يحاول تلطيخ هذه القامة العالية، وتزلف بائس يتمسح بأطراف وجاهة هذا المناضل، وهو نفاق استثماري وقح فلابد من صده ونقضه ولا بد من تعريضه لشمس الحقيقة، وفضح ما فيه من الزور والبهتان والكذب والتدليس، وكشف ما يتدثر به من التمرد والعدوان على القيم الأوابد والمثل المقدسة. ولست أرى ما يجسد حجم الفرق بين دعوى التأبين الكلامي التصنعي هذا وبين حقيقة ما عليه الكيان الصهيوني وما يمارسه من الإرهاب والخيبة إلا تشبيهه بدعوى فرعون الأول من أنه الإله الأوحد والرب الممجد رغم أنه ليس أكثر من شخص متردد حقير تافه خاطئ خاسئ وفاسد ظالم!! "مانديلا" الذي يتزلف الكيان الصهيوني له بالتأبين هو الذي قال بعد أن تحررت بلده "حريتنا غير مكتملة بدون حرية الفلسطينيين" وكان أيقونة حرية لشعبه ومواطنيه قويا صامدا صابرا جريئا في مقارعة عدوه العنصري يوم كان يكابده ويجاهده ويواجه وقائعه على الأرض.. بقدر ما كان أنشودة سلام ورمز محبة وحريصا وناجحا في صنع الصلح والسلام التاريخي في مسيرة عطاء لأكثر من ثمانين سنة بين ثورة وسجن وقيادة سياسية وفكرية ثم تسامح وحكمة وعقل وبناء للإنسان.. منح على أثرها أكثر من 250 جائزة أخلاقية - إحداها فقط - هي جائزة نوبل للسلام 1993!! وهل يتساوى به أو يتقارب منه أو يتناهى لنظر أفقه كيان صهيوني عنصري نتن بائس بغيض متلفع بالغدر والتمرد والتطهير العرقي والتجارة بالأعضاء البشرية وكسر قيم الحرية والعدل والأمن؟ كيان يقوم على خرافة "الشعب المختار" وعلى دعوى أن الله تعالى "لهم وحدهم" وأن الجنة لم تخلق إلا لهم وعلى مقاسهم.. أم هل يسوى به كيان زعيمه الروحي وربه الأكبر- الهالك عوفاديا يوسف - يصف العرب – كلهم – بأنهم صراصير وحمير وجرذان وأنهم جاءوا من اللعنة.. ثم يدعو إلهه الذي يؤمن به في نهاية كلمته عام 2000 وفيما يسمى لديهم بعيد الفصح أن ينتقم من العرب، وأن يبيد ذريّتهم، وأن يسحقهم، وأن يخضعهم، وأن يمحوهم عن وجه البسيطة!!". لم نعرف هذا الكيان ولم نهده إلا في الانتقام والقسوة وإلا أنه الجيش الذي يقتل الأطفال والنساء ويهدم البيوت ويهجر العزل من ديارهم ومنازلهم، وإلا أنه غادر حتى لسمّاره وندمائه ومسالميه من الشعب الفلسطيني الذين تهرأت بطون أيديهم وظهور أقدامهم من التبطح والتمسح تحت رجليه ورغم أنهم تنازلوا له عن معظم الثوابت الجوهرية مقابل شيء من الستر (الإنسان بالتنازل عن حق العودة، والأرض بالتنازل عن فلسطين ال48، وحق المقاومة بالتعاون الأمني، و الوحدة الوطنية بالولوغ في الفتنة والانقسام)!؟ آخر القول: لو كان مانديلا فلسطينيا لما كان إلا مجاهدا صامدا مكابدا للاحتلال الغاشم، وإذا كان نظام الأبارتهايد العنصري في بريتوريا سجن مانديلا 27 سنة فإن الكيان الصهيوني كان ليسجنه حتى الموت إلا أن يقيض الله له المقاومة تحرره ؛ وعليه فتأبين العدو له ما هو إلا تمثيلية بائسة هزيلة وقحة فلا الثقافة جامعة ولا القيم والمعاني الإنسانية والأخلاقية لامعة.