16 سبتمبر 2025
تسجيللحظة تاريخية تلك التي ترجل فيها فارسنا عن حصانه بعد القرار الذي اتخذه سعادة محمد بن همام العبدالله بتقديم استقالته من كافة مناصبه في الاتحادين الآسيوي والدولي ليعلن اعتزاله النشاط الإداري الرياضي ويتفرغ لأموره الخاصة بعد صراع طويل ومرير لإثبات براءته من التهم التي ألحقت به، وقد تمت تبرئته بحكم محكمة الكأس الدولية بأنه خال من هذه التهم الرخيصة وناصع مثل الثوب الأبيض. رجال الفيفا لم يعجبهم أن يخرج بن همام فارسا منتصرا بريئا فبالرغم من إعلانه اعتزاله نهائيا العمل الرياضي فاستكثروا هذا الأمر وسارعوا للأسف بإصدار قرار إداري بإيقاف بن همام عن مزاولة أي نشاط كروي وكأنهم يتمثلون بالمثل القائل: "ما لقوا في الليمون عيب قالوا عنه حامض". يبدو أن بن همام عمل حموضة عالية المستوى لجماعة الفيفا فتعالوا على حكم محكمة الذي كان الفيصل في هذه القضية ولكن هذا التعنت والفساد وهي في الوقت نفسه الرخص في النزال في هذه المؤسسة العالمية. وعندما نتحدث عن بن همام فإننا نتكلم عن تجربة قطرية رائدة واصل فيها العطاء وارتقى إلى أعلى المناصب وسيسجل التاريخ أنه استحق رئاسة الفيفا بكل جدارة لولا الحفرة التي تم نصبها والتي لم تقم على أي مقياس أخلاقي. شخصية بوجاسم هي شخصية فخورة بنفسها ولديها الطموح، وكان نبوغه نابعا من صدق مشاعره وأحاسيسه الراقية فهو الشاعر المحب المليء بالمبادئ العالية وامتد نبوغه إلى جميع المناصب التي تولاها والتي بدأها بالاتحاد القطري لكرة الطائرة عام 1979 وكان وقتها رئيسا لمجلس إدارة نادي الريان ثم تسلسل في المناصب حتى نال رئاسة الاتحاد القطري لكرة القدم عام 1992 ثم رئيسا للاتحاد الآسيوي لكرة القدم وتلاها عضوا في اللجنة التنفيذية للفيفا. شخصية بن همام ظلت دائما مثيرة للجدل واختلف عليه الجميع بين مؤيد ومعارض وتلك صفة النجاح ولكن للأسف أنه (أذا كان الأشقاء يتغايرون والجيران يتحاسدون) فإن أبوجاسم لقي الحسد من الأشقاء وما أدراك بخصومة الأشقاء التي تمتد إلى الفجور في الخصام. ونسي هؤلاء الأشقاء خصوم اليوم المواقف والوقفات التي قدمها لهم بن همام بالأمس.. فمعظمهم استفادوا من وجوده في الاتحادات القارية والدولية بل إن بلدانهم استفادت من البرامج التي طرحها والتي كانت لها مردود طيب على رياضتهم وكرة القدم لديهم إضافة إلى مساعدتهم في تبوؤ العديد من المناصب المهمة. عرفت بن همام إنسانا وأخا بسيطا وسلسا في طرحه.. فمنذ عام 1993 توطدت علاقتنا بشكل مميز بواقع عملي كصحفي رياضي وأحسست أنني أعرفه منذ زمن طويل لما يمتلكه من روح وحب وشخصية ودودة ساعية إلى النجاح ويتمني للنجاح للآخرين. كانت رحلتي الأولى معه عام 1993 إلى زيوريخ عندما وجه الدعوة يومها إلى الفيفا لكي تقام التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بالدوحة وبالفعل تمت يومها الموافقة وكنا أربعة صحفيين رافقناه يومها هم رؤساء الأقسام الرياضية بالصحف الثلاث الموجودة آنذاك.. يومها كان عن العرب المرحوم عاصم صادق وعن الراية مجدي زهران وعبدالفتاح فودة ممثلا عن جريدة الشرق فيما كنت بصفتي رئيسا للقسم الرياضي بوكالة الأنباء القطرية. إنني أوجه الدعوة لتكريم هذا الرجل قياسا بما قدمه لوطنه ولعطائه الوفير خير تكريم حتى نحافظ على رموزنا ورؤيتي لهذا التكريم بأن نطلق اسمه على أحد الاستادات التي ستشيد خصيصا لمونديال 2022 عرفانا منا بالجميل له في الدور والمساهمة في الفوز بهذا الاستحقاق.