18 سبتمبر 2025
تسجيلهناك حروب فضائية الكترونية تشكل تهديداً وخطراً علينا، ولكن اين دور العرب؟! وماذا هي استعداداتهم لمواجهة ومواكبة التطور التكنولوجي المذهل والذي اصبح خطرا فعلياً يدق الابواب؟ ليومنا هذا لم نسمع دولة عربية واحدة بدأت بالاستعداد بخطط استراتيجية دفاعية ضد التهديد بحرب الفضاء الالكتروني (سيبر وور). حيث تعتبر الحرب الإلكترونية من أبرز ثمار ثورة تكنولوجيا المعلومـات والإنترنت. فالفضاء الالكتروني (Cyberspace) مصطلح حديث، ظهر في العقود الأخيرة نتيجة ثورة تكنولوجيا المعلومات. وهو يشمل جميع الحواسيب والمعلومات التي في داخلها والأنظمة والبرامج والشبكات المفتوحة لاستعمال الجمهور العام أو تلك الشبكات التي صممت لاستعمال فئة محددة من المستعملين ومنفصلة عن شبكة الإنترنت العامة. على هــذا، فضل الصينيّون استخدام نظام تشغيل الكمبيوتـر الشخصي لينوكس بدلاً من وينــدوز، على الرغم من أن نظــام ويندوز هـو الأكثر استخداماً في العـالم، بما في ذلك العالم العــربي. إذ إن شــركة مايكروسوفت تمنح نظام التشغيل ويندوز من دون شفرته المصــدرية (أي الكــود الأصــلي للبرنامج) أما نظام تشغيــل لينوكس فهو نظام مفتوح الشفرة المصدرية ويستطيع كلّ مبرمج أو محلّل للنظم معـرفة كيفية أداء نظـام التشغيل لوظائفه، ما يعني أن مَن يستخدمه يكون أكثر أمناً في حال وجود خطر حرب إلكترونية ضدّه. الأمــر الذي جعــل هيلاري كلينتون تعلّــق عـلــى هــذا الحظــر الصينـي بتشبيهه بجدار برلين. وسوف اعرض عيّنات من الهجوم الإلكتروني التي تم شنها عبر الانترنت على بعض المؤسّسات فــي دول مـا ضدّ دول أخـره معاديـة أو منافسة لها، وقــد ذكــرها العـــالم المصــري محمــد النشـــائي فــي مقــال لــه في جريدة روز اليويسف المصرية بعنوان "حــروب الإنتــرنت"، فــي 6 كانــون الثاني/يناير2011، منها الهجوم المعروف باسم "بــزنتين كــاندور"، والذي يعتقد أن الصين الشعبية شنّته على الولايات المتحدة العام 2002 مستهــدفةً فيــه الجيش والحكــومة الأميــركية، وتمّت خلاله سرقة كمية كبيرة من المعلومات الحساســة. ثــم ثـــلاث هجمــات يعتـقد أيضــاً أنها كانت من الصين ضدّ الولايات المتّحـدة في العام 2009، استهدفت النشطاء السياسيّين الصينيّين في أميركــا وكـــذلك بعض الشــركات في الولايــات المتّحدة، كذلك كانت الهند وهي المنافس الأكبر للصين. لكن، وبالنظر إلى كلّ تلك الأحداث السياسية والوقائع الدبلوماسيّة التي شهدها العام 2011، وبعد كلّ هذا التشنّج الذي ما يزال قائماً في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً ما يجري الآن في سوريا وما يرافقه من تجاذبات دوليّة، فهل آن الأوان لكي تتّخذ الحروب الإلكترونية طابعها المكشوف؟ ومن ذا الذي سيحكم بالتالي الفضاء الالكتروني؟ هل كما جرت العادة الدول الكبرى سوف تفرض سيطرتها وهيمنتها بالفضاء الالكتروني ام من...؟ نترك الإجابة للمستقبل فهو الوحيد الكفيل بالرد.