15 سبتمبر 2025

تسجيل

ليتهم رُبعك يا شيخ

19 ديسمبر 2011

في البداية أتشرف بتقديم التهنئة لمقام سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للبلاد، وعليه فإنني أشكره أيضاً على اعتماده ذكرى المؤسس الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني وتاريخ الثامن عشر من ديسمبر كيوم وطني للبلاد وجعله محفلاً سنوياً، وحقيقة فإن من الأشياء اللافتة للنظر من تصرفات سمو الأمير وهي عكس التي يعمل عليها أكثر الرؤساء أنه يأتي بأشياء غير متعارف عليها في البروتوكولات المعروفة عند الحكام، ففي العادة يتم منح عطلة رسمية وإقامة الاحتفالات في يوم الجلوس وهو اليوم الذي يتسلم فيه الرئيس مقاليد الحكم وكذلك في يوم الاستقلال، أما سمو الأمير حفظه الله فله فكر تجاوز الحدود وسابق الزمن وفاق التصور، فعدم اعترافه بيوم الجلوس أو يوم الاستقلال كما هو معهود يعتبر شيئاً نادراً حدوثه في الدول، وتسميته بالأمس لجامع الدولة باسم الشيخ محمد بن عبدالوهاب رمز إحياء السنة ومجدد العصر لهو دليل على عمق الهوية الإسلامية التي يتمتع بها سموه وإعطاء أصحاب الفضل المكانة المناسبة التي تليق بهم وتأكيد معنى ومفهوم بأن يبقى هؤلاء الصالحون في ذاكرة الأجيال، وقيام سموه ببعض الأمور الخارجة عن المألوف والبعيدة كل البعد عن الرسميات التي يغرق بها الكثير من الحكام تجعل منه ليس حاكماً متواضعاً فحسب أحب شعبه فأحبوه ولكنه جعل كل من يسمع عنه وعن تلك التصرفات التي يقوم بها يحبه ويدعو له بالخير وبطول العمر، فدعمه للثورات العربية ونصرته للحق ووقوفه مع الشعوب المظلومة جعل منه مثالاً للحاكم الحر الذي لا يرضى بالظلم، وقيامه قبل سنة بالسفر لجمهورية مصر العربية لتقديم واجب العزاء في المغفور له بإذن الله أستاذه في المرحلة الابتدائية أحمد منصور وتكليفه بإنشاء دور لتحفيظ القرآن وتسميتها باسمه لهو نوع من الوفاء النادر الذي يفتقده الكثير من الناس في الوقت الحالي فكيف بأمير وحاكم دولة تشغله أمور البلاد ويقوم على مصالحها؟ وما هذه التصرفات إلا غيض من فيض فما لم يسمع عنه الناس وما لم يعرفوه ولم يخرج للإعلام أكثر من ذلك بكثير، ومن لم يعرف سمو الأمير من قرب ولم يعاشره ويتحدث معه عليه وبكل بساطة أن يستشف أخلاقه من خلال تصرفاته وتوجهاته وتفكيره، ولكن ومع هذا كله فإننا نستغرب عدم قدرة الكثير من المسؤولين سواء من وزراء الدولة أو مديري الإدارات التي تقدم الخدمات للجمهور على السير بالطريق الواضح الذي يسلكه سمو الأمير، فكم نسمع من تصرفات يقوم بها البعض مخالفة وبعيدة كل البعد عن تفكير سموه.أُجزم: أكاد أجزم بأن سمو الأمير لو يعرف عن تصرفات البعض من المسؤولين لما آلى جهداً في عزلهم عن مناصبهم.ختاماً: ياليت المسؤولين يصلون لربع تصرفات سمو الأمير. [email protected]