13 سبتمبر 2025
تسجيلالرابع من شهر الله المحرم 1433هجري، الموافق 29 / 11 / 2011 من الميلاد أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد حفظه الله، قراراً بإنشاء هيئة الرقابة الإدارية والشفافية، واعتبر أهل قطر حفظهم الله أن إنشاء هذه الهيئة ـ في هذه المرحلة ـ خطوة مباركة للحفاظ على مقدرات ومكتسبات وخيرات الدولة، لتبقى للأجيال جيلاً بعد جيل، وممارسةً حقيقيةً عملية للوصول لرؤية قطر 2030 وما بعد هذه الرؤية بإذن الله تعالى. وحول هذا القرار الأميري بامتياز تدور ومضاتنا المؤسسية.. الأولى: ورد في المادة (4) "تهدف الهيئة إلى تحقيق الرقابة والشفافية ونزاهة الوظيفة العامة، ومكافحة الفساد بكافة صوره وأشكاله.. "، فمكافحة الفساد بجميع أنواعه وصوره وأشكاله ومخارجه ومداخله واجب شرعي وفريضة شرعية، وضرورة مجتمعية وطنية من الدرجة الأولى، لتحقيق العدالة ونشر وتعزيز الأمن والأمان الذي نعيشه، ويلمسه الجميع بفضل الله، ثم بفضل الجهات على مختلف عملها وفقهم الله.. الثانية: وردت فقرة (11) في المادة (4) بما نصه "البحث والتحري عن الشكاوى المتعلقة باستغلال الموظفين لوظائفهم وإساءة استغلال النفوذ"، هذه الفقرة في محلها ومكانها فيمن يُسيء للوظيفة والمنصب مهما كان منصبه ودرجته الوظيفية، بأن يقرّب أهله وأصحابه وأحبابه وجلساءه ومن درس معه، والوساطات والمحسوبيات تعمل ليل نهار، والدورات والمؤتمرات والمهمات الرسمية بكافة أنواعها الخارجية يحنجزها له ولأصحابه فقط لا غير، ويُبعد أصحاب الكفاءة والأمانة والعطاء. فمن كانت هذه صفاته يُقال له: "ارحل لا مكان لك في رؤية قطر 2030"، ويُقال له أيضاً: "إما اعتدلت أو اعتزلت".. الثالثة: وجاء في المادة (13) "يُشترط فيمن يُعيَّن بالهيئة ما يلي:1. أن يكون قطري الجنسية.. "، فوجود القطري في هذه الوظيفة وجود ضروري لأنه أحرص على بلده ومقدراتها ومكتسباتها في كافة الجوانب، ونعتقد أن هناك بل والكثير منهم من أبناء البلد على كفاءة علمية وعملية ودرجة عالية من الأمانة وحسن السيرة والسمعة، ولا يفهم من هذا أننا نسقط أو نتحامل على الآخر من التعيين في هذه الهيئة المباركة، ففي الجميع الخير إن شاء الله.. الرابعة: قد ينظر ويتناجى البعض منا ـ وهم قلة ـ أن الهيئة لن تعمل شيئاً، وهؤلاء دائماً يضعون على أعينهم نظارة سوداء، ونقول لهم: تفاءلوا وانظروا إلى الأمور بإيجابية وحسن في القول والتصرف، وكان رسولكم صلى الله عليه وسلم "يحب الفأل الحسن"، ولا تنسَوا أن قطر قد جاءت في المرتبة 22 عالمياً من تقرير منظمة الشفافية الدولية، مؤشر الفساد لعام 2011 والأولى خليجياً وعربياً، متفوقة على أمريكا وفرنسا، والتدرج في الوصول إلى الأفضل والأحسن أمر مطلوب، ومرغوب بناءً على خطط واضحة، وأهداف عملية وفاعلة وميثاق أخلاقي يلتزم به الجميع.. الخامسة: أن من يعمل في هذه الهيئة المباركة سواء علا منصبه أو صغر، يطلب مرضاة الله سبحانه وتعالى ومعونته، أولاً وأخيراً، وتعظيماً له، ومحبة لرسوله، ولا يطلب الرضا من الآخرين، لأنه صمام أمان وعلى ثغرة من ثغور هذا الوطن لمكافحة الفساد، ونجاةٌ للمجتمع من الوقوع في مهاوي وحبائل الفساد، الذي جاء وصفه في هذا القرار الأميري المبارك بإذن الله، فعين الله تحرسكم وترعاكم، ووفقكم وأعانكم على هذه المهمة والمسؤولية الوطنية المجتمعية، التي أوكلتم عليها، "وقفوهم إنهم مسؤولون". "ومضة" خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلّم الأمة، وجميع الأمم، كيف تُحقق العدالة والشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد ".. ثم قام، فاختطب، ثم قال: إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايمُ الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" متفق عليه.