26 أكتوبر 2025
تسجيلقضية إيجاد كادر إعلامي من الشباب والفتيات هاجس بالنسبة لنا في جريدة الشرق، ونسعى بتوجيهات من سعادة الشيخ ثاني بن عبد الله آل ثاني رئيس مجلس إدارة دار الشرق للطباعة والنشر والتوزيع، إلى العمل جاهدين نحو إعداد هذا الكادر الوطني، الذي يمثل هاجساً ومطلباً حيوياً في صحافتنا. لذلك فقد عملنا بالتعاون مع جامعة قطر على إعداد دورة صحفية بهدف إعداد كوادر قطرية من الشباب والفتيات، للدفع بهم للعمل في مجال العمل الإعلامي والصحفي تحديداً، مع الأخذ في الاعتبار أن الدورة لن تكون مجرد محاضرات نظرية، بل تصاحبها ورش عمل، وتدريبات عملية في أقسام التحرير المختلفة بالجريدة، مع تمكين المشاركين من التخصص في أي قسم يرغبون به، ومن ثم إتاحة الفرصة أمامهم لمن يرغب منهم الالتحاق بالصحيفة، ووضع كافة الامكانات لصقل مواهبهم. صحافتنا تعاني من النقص الشديد في الكادر المحلي، وهو أمر ملاحظ، وللأسف ان هذه القضية مثارة منذ سنوات عدة، ولكن لم تستطع المؤسسات المحلية، أو وزارة الإعلام عندما كانت قائمة إيجاد علاج لهذه الظاهرة. الملاحظ أن هناك خريجين وخريجات من قسم الإعلام بجامعة قطر أو من أقسام الإعلام من جامعات عربية أخرى، ولكن الالتحاق بالصحافة المحلية غير وارد، بل الاتجاه العام لهذه المخرجات هي العمل في القطاع الحكومي من خلال إدارات العلاقات العامة. صحيح أن الامتيازات الحكومية تظل هي المسيطرة، وهي الغالبة، ولا مقارنة بين الامتيازات المالية الممنوحة في القطاع الحكومي وبين المؤسسات الصحفية، خاصة في المراحل الأولى، التي يتطلب من الصحفي إثبات وجوده، وتأكيد حضوره، وتقديم أعمال مميزة للصحيفة، وإذا ما وصل إلى هذه المرحلة فإن الصحيفة التي ستجري خلف هذا الصحفي، وستبحث عنه، وستدفع له راتباً جيداً مع الدفع به لتطوير قدراته المهنية. إن العمل الصحفي شاق، لكنه ممتع من أي عمل آخر، به تنوع واطلاع على العالم بكل أطيافه، على عكس العمل الحكومي الذي يظل الشخص يدور في دوامة معينة، بعيداً عن التطور، وإن حدث فإنه التطور يكون في نطاق ضيق في الغالب. إن صحافتنا بحاجة إلى الكوادر الشبابية، التي نأمل أن تحمل على نفسها قليلاً من أجل خدمة هذا المجتمع، وخدمة قضاياه.