15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في الآونة الأخيرة بدت بعض المواقف التي اتخذها قادة الاحتلال الإسرائيلي سواء في الحكومة أو في مؤسسات أخرى مرتبكة جدا إلى حد الغباء ولعل أحد أهم أسباب هذا الارتباك هو انتفاضة الأقصى والتي تحمل كثيرا من المزايا التي تجعلها تخترق كل التدابير التي جهزها الاحتلال أو خطط لتنفيذها ضمن سيناريوهات محتملة، فأبرزت بوضوح نقاط ضعف كانت مستترة خلف بعض السواتر.ولعل من الأمثلة على هذا الترنح من التصريحات والمواقف المضطربة للصهاينة هو تصريح نتنياهو الكاذب الذي أخذ صدى كبيرا في الإعلام حول اتهام الحاج والمفتي الفلسطيني الراحل أمين الحسيني بأنه من أوعز أو أشار لهتلر بتنفيذ الهولوكوست وقد سخر من هذا الاسرائيليون قبل العرب والمسلمين، كما أن التعليق الألماني الذي أكد مسؤولية ألمانيا عن «المحرقة» قد أدى لإحراج حكومة الاحتلال ونتنياهو شخصيا.فخلال الأسابيع التي تلت الانتفاضة الحالية التي تتوسع تدريجيا ؛ بدأت تظهر بوضوح علامات كثيرة من الارتباك في داخل الكيان، وصحيح أن لها جذورا وأسبابا أخرى لكن يمكن أن نربط ظهور ذلك بوضوح وإمكانية تزايده بعامل التزامن مع عمليات الشباب الفلسطيني مؤخرا من خلال الطعن والدهس ضد ممارسات الاحتلال والمستوطنين، فمؤخرا قام نتنياهو الذي يحمل حقائب عدة وزارات هي الخارجية والإعلام والتعاون الإقليمي فضلا عن رئاسة الوزراء بالإعلان أنه سيتولى وزارة الاقتصاد بعد استقالة وزير الاقتصاد في أعقاب خلافات تتعلق ببعض المشاريع. ليصبح نتنياهو متحكما بخمس حقائب وزارية وهنا من الجدير بالذكر أن نسبة العجز في الميزانية الإسرائيلية بلغت العام الماضي 3.6% وهي أكبر نسبة عجز حتى الآن. نتنياهو أيضا بعد خلافاته مع ليبرمان المتطرف - وكلهم متطرفون لكنهم درجات- قام مؤخرا بتعيين ران براتس رئيسا لشعبة الدعاية القومية الجديدة وهي التي يفهم من عنوانها ووظيفتها تحسين صورة البلد في نظر الرأي العام وفي الخارج وبالتالي لابد أن يكون على رأسها شخصية توافقية على الأقل، لكن براتس من التطرف بمكان بحيث أن من تصريحاته على سبيل المثال أن الرئيس الاسرائيلي ريفلين شخص هامشي ويجب إلقائه من طائرة فوق مناطق داعش!!! و أن الرئيس الأمريكي أوباما معاد للسامية، كما وجه انتقادات لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري وسخر منه داعيا إياه لترك السياسة والعودة للعمل في الجامعة وفي أول رد على هذا قالت الخارجية الأمريكية إن هذه التصريحات مزعجة ومهينة كما دعت المعارضة الإسرائيلية أيضا لإقالة براتس من منصبه ووصفته بأنه ببغاء شخصي لنتنياهو. ويتوقع مع الانزعاج الأمريكي أن يقوم نتنياهو بتغيير براتس أو إبعاده عن الأنظار. ولعل هذا مثال أيضا على التخبط والخلاف الداخلي.من الأمثلة الأخرى أن إسرائيل التي لطالما واجهت حملات المقاطعة للبضائع التجارية الاستيطانية بحملات إعلامية منظمة أو بطرق التفافية هي اليوم تعمل على إعداد قانون عبر حزب الليكود يهدف إلى تحديد المنتجات المستوردة من دول تشجع مقاطعة إسرائيل أو تقاطعها وخاصة الاتحاد الأوروبي والتصرف معها بالمثل وهذه خطوة أيضا في حال تنفيذها فهي خطوة تراجعية تدعو إلى مزيد من مقاطعة البضائع الإسرائيلية ، وتوحي بإمكانية النجاح وتحث القائمين من الفلسطينيين وغيرهم على الاستمرار في برامجهم المقاومة لبضائع الاحتلال في كل مكان.أما على مستوى الصورة فقبل أيام انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي تصنيف لأسوأ المدن سمعة كانت تل أبيب ضمن قائمة أسوأ 10 دول في العالم من حيث السمعة، وهذا ليس في الخارج فحسب بل في الداخل فعلى سبيل المثال رفض أديب ومثقف إسرائيلي مشهور تمثيل إسرائيل عالميا وقال إنه لا يشعر بالراحة عندما يمثل إسرائيل عندما يمثل مؤسسات حكومية.وتجري يوميا في الكيان الإسرائيلي اجتماعات مكثفة سياسية وأمنية لمواجهة الوضع بكل أبعاده، ومحاولة لإعادة الثقة إلى الإسرائيليين الذين لا يشعر 80% منهم بالأمن وذلك وفق مصادر إسرائيلية والذين ارتفع إقبالهم على شراء السلاح فقط منذ بداية أكتوبر إلى 5000% ويتوقع أن يستمر الارتباك السياسي الداخلي والخارجي ويتزايد مع تزايد عمليات الانتفاضة .لعل تحقق الأهداف الفلسطينية يكون أكثر فاعلية بمزيد من التوحد خلف دعم خيار الانتفاضة والتركيز على تجميع نقاط تراكمية في مثل هذه الظروف سواء في فضح الاحتلال في الغرب والشرق أو تحفيز استمرار الانتفاضة في الإطار الذي يخدم الشعب الفلسطييني.وختاما فإن الفرصة قائمة لمزيد من إرباك الاحتلال ودفعه لمزيد من الخطوات التراجعية واستثمار أماكن تراجعه لوضع نجاحاتنا على رقعة الشطرنج.