15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بإيعاز من وزير الخارجية الإسرائيلي منعت إسرائيل وزيرة الخارجية الكولومبية ماريا انجيلا هولجوين، من زيارة رام الله من أجل الالتقاء بمسؤولين فلسطينيين، وقام مسؤولون بالخارجية الإسرائيلية بتجريب عملية المقايضة من خلال الاشتراط أن زيارة الوزيرة لرام الله مرتبط بزيارتها لتل أبيب واجتماعها مع الوزير ليبرمان.لكن اعتذار السفير الكولومبي في تل أبيب عن زيارة الوزيرة الكولومبية ليبرمان بسبب ازدحام جدول الوزيرة وارتباطها بزيارات في دول أخرى أفضى إلى قرار بمنعها من الدخول إلى الأراضي الفلسطينية.على كل حال فقد تم اللقاء في بين وزير الخارجية الفلسطيني والوزيرة الكولومبية في عمان إلا أن ما قام به الإسرائيليون من خلال تعليمات ليبرمان يشير إلى عمق الأزمة والتخبط الكبير الذي تعيشه دولة الاحتلال.فبعد قرار السويد اعترافها بدولة فلسطين والنقاشات المتجددة حول هذا الموضوع والأزمة مع الولايات المتحدة حول عدة ملفات منها المشروع النووي الإيراني وانشغالها بمواجهة الانتفاضة المحتملة التي بدأت شراراتها تنطلق في القدس ردا على الانتهاكات المستمرة تعيش دولة الاحتلال في حالة من التخبط الكبير والذي ذكرنا بعضا من أمثلته في المقال السابق حول تصرفات وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان التي تفتقد لأبسط معاني الدبلوماسية والاحترام.ويذكر في هذا السياق أن دولة مثل كولومبيا تتمتع بعلاقات جيدة مع دولة الاحتلال فعلى سبيل المثال أعلنت وزارة الدفاع الكولومبية في العام 2008 أن إسرائيل ستزودها بـ13 طائرة قتالية من نوع كفير المعدلة وستحدث 11 أخرى كانت قد زودتها بها سابقا.وفي حين كان الربيع العربي في أوجه في 2012 كان إيهود باراك في كولومبيا يلتقي مع وزير الدفاع هناك للاتفاق حول صفقات سلاح جديدة وتعاون أكبر حول مكافحة المنظمات المعادية لإسرائيل كما تم توقيع عدة اتفاقات مشتركة.لا يريد ليبرمان أن تشكل زيارة الوزيرة الكولومبية سابقة " كما ذكر الأستاذ صالح النعامي" بحيث يزور المسؤولون رام الله دون المرور بتل أبيب وهو تفكير يعكس مدى القلق الإسرائيلي من التراجع في هذا المجال والسعي لفرض السيادة بالعربدة. ويبقى تركيزهم حول الخوف المستمر من عملية نزع الشرعية والتي ترد حاليا في التقارير المسربة عن وزارة الخارجية الإسرائيلية.في الحقيقة أن ليبرمان كان قد واجه خطوة مماثلة في 2010 من أمريكا اللاتينية عندما قال ليبرمان:"لا أريد أن أقابل الرئيس البرازيلي لولا دي سلفا بسبب علاقاته الجيدة مع الرئيس الإيراني أولا، ثم بسبب رفض الرئيس البرازيلي وضع إكليل من الزهور على قبر مؤسس "إسرائيل" هرتزل. وجن جنون ليبرمان عندما علم أن دي سلفا سيضع إكليلا من الزهور على ضريح عرفات.وهذا يشير بشكل واضح أن إسرائيل دولة مارقة معتدية لم تشعر ولن تشعر بالأمن ولا بالاحترام إذ حالها كحال اللص دائما غير مستقر وغير متزن لكنها للأسف أحيانا تتجاوز ذلك بالمجاهرة بجرائمها والافتخار بعنجهيتها بسبب الصمت الرهيب من الأمة العربية والإسلامية وما يحدث في المسجد الأقصى حاليا وفي ضواحي القدس خير دليل.يقول المنطق إن إسرائيل ستحاول احتواء هذه الأزمة الناجمة عن منع دخول الوزيرة الكولومبية لرام الله خصوصا أن كولومبيا لم تعترف بعد بدولة فلسطين ولكن هذه الخطوة ربما تشير أن لدى إسرائيل معلومات حول تقدم في هذا الملف فأراد ليبرمان عقابها مقدما، لكن هذا إن دل فإنما يدل على تراجع إسرائيلي واضح.وبقي أن نشير لملاحظة مهمة وهو أن صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال خصوصا في السنوات الأخيرة أسهم بشكل كبير في إيجاد حالة تعاطف كبيرة مع حقوق الشعب الفلسطيني ينبغي أن تترجم لثمار سياسية بالتأكيد ستكون أكبر مع توحد الأطراف الفلسطينية.