17 سبتمبر 2025
تسجيللمن يتدبر أثناء قراءة القرآن ، سيجد الكثير من الإشارات التي تحض وتدعو إلى أهمية اتباع الحق وليس الرجال - على صورهم وأشكالهم المختلفة – قادة كانوا أم ساسة وزعماء ، أم كانوا ملوكاً وسلاطين ، ومن على شاكلتهم.. القرآن يدعوك بكل وضوح وصراحة ويفيدك بشكل لا لبس فيه أو أدنى غموض ، بأن اتباع الحق والحق فقط، هو الذي سينجيك حتى وإن قل عدد تابعيه، فيما الباطل سيخذلك دون شك حتى وإن كثر عدد تابعيه ومؤيديه .. اختر ما شئت ، فما زال القرار بيدك، وهذا القرار مآله معروف ، إما إلى جنة يقودك أو الى نار، أعاذك وإيانا منها ، ولك أن تقرأ قول الله تعالى : وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنْ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَاد .. كان ذاك حوار جهنمي ، فيه الكثير من الحسرة والندامة إن صح التعبير ، بين فريقين من أهل النار - أعاذنا الله وإياكم منها - فريق دعاة الكفر والشرك والضلال، وفريق الأتباع، الذين اتبعوا زعماءهم وسلاطينهم دونما تفكير في حق وباطل، فكانت النتيجة أن اجتمع الفريقان في النار وبقية القصة المعروفة. الحوار الجهنمي أو حوار الحسرة والندامة ، هو نتيجة نهائية لتفاعل بشري يقوم على أساس خاطئ ، وهذا التفاعل يكون بين فريقين أساسيين، وسيبدو ظاهرياً أن الفريقين متفقان، وهم فريق القيادة وفريق الأتباع أو المؤيدين .. فما هو هذا التفاعل وكيف تجري الأمور بين الفريقين في الدنيا وكذلك الآخرة ؟ حول هذا ، سيكون للحديث بقية بالغد إن شاء الله .