16 سبتمبر 2025
تسجيلمن أجمل ما أعتز به في الشرق أنها وفرت لكتابها (شبابيك) يطلون منها على أوجاع الناس وآلامهم لينقلوها بأمانة، عل تلك الآلام أو الشكاوى تصل لمن بيده التخفيف منها أو علاجها فتطاوع الالتئام، وتخف الشكوى. في الأسبوع الفائت تناولت شكوى شاب مريض راجع قسم السجلات والتقارير بالعيادات الخارجية ما يقارب ثلاثة أشهر دون حصوله على تقريره الطبي الذي تنتظره المحكمة ويتحدد عليه مصير، وأسعدني جداً تفاعل السادة المسؤولين بوزارة الصحة مع الشكوى، إذ اتصل بي الأخ (حمد الحمر) بالمجلس الأعلى للصحة والذي قدم شكره لـ الشرق لمتابعة شكاوى المهمومين وأبلغني بأن رئيس قسم رضا العملاء (لبيه) ستتصل بك غداً لمدها بأي معلومات عن صاحب الشكوى ليتولوا المتابعة، اتصلت بالفعل الأخت علياء الكواري وأفدتها بأنني لا أعرف المريض ولا أياً من بياناته ووعدتها بالمحاولة، وفعلاً اتصلت بالأخت (منال) بالسجلات التي كان يعاتبها المريض على تأخر إنجاز تقريره، ذكرتها بالحوار الذي دار بينها وبين المريض، فتذكرته.. طلبت منها بياناته، أفادت: صعب جداً فقد راجعني كثيرون واحتاج إلى رقم بطاقته الصحية، ثم أضافت: نفس المريض راجع مديرة القسم منذ أيام، سألتها أن تحولني إليها، تحدثت مع المسؤولة، طلبت منها بيانات المريض الذي راجعها منذ أيام كمحاولة لمساعدته، فأفادت بأن لديها مئات الملفات والمراجعين، مطلوب بطاقته الصحية، ثم أفادت أن تأخر التقرير يعود إلى أسباب كثيرة منها أن يكون المريض منوماً بالمستشفى، أو يكون الملف ضائعاً، ثم في كل الأحوال هي لا تستطيع تقديم أي معلومات، لأنها تعتبر من خصوصية المريض، وأنها تحتاج لكتاب رسمي لإخراج أي بيانات، احترمت كلامها ومسؤوليتها، لكن ظل المريض يدور في نفس مشكلته دون أن أتمكن من مساعدته ولا مساعدة المجلس الأعلى للصحة، المهم اتصلت بالأخت منال مرة أخرى ورجوتها عندما يعود المريض للسؤال عن تقريره أرجوك اعطه رقم هاتفي ليتصل بي فقد تكون هذه هي الطريقة الوحيدة للوصول إلى المريض، هذا ما حدث، أما ما يستوجب التوقف فهو حكاية (الملفات الضائعة) ملف ضائع يعني ضياع كل تاريخ المريض الصحي بتقاريره، وأشعاته، وتدرجات المرض، وتفصيل حالة المريض الصحية، ملف ضائع يعني (دوخة ما بعدها دوخة) لاسترجاع التاريخ المرضي الذي يصعب استرجاعه أو يستحيل، ملف ضائع يعني تحاليل جديدة، وجهد أطباء، ومواعيد بالمستشفى، وإجهاداً لمريض يحاول أن يبدأ من جديد، وطبيب يحاول تجميع تاريخ مرض طويل، وهنا نرجو إن كان تأخر التقارير مرده لضياع الملفات أن يصار إلى حل يريح الناس من كل هذا الهم، إذ من غير المعقول بمؤسسة رائعة كمؤسسة حمد الطبية بكل ما وفرته الدولة من أطباء وأجهزة يصعب رعاية مريض، أما بالنسبة لكثرة المراجعين السائلين عن تقاريرهم المتأخرة، ليس هناك غير حل واحد وهو حصر كل ما هو متأخر من تقارير بالسجلات وسؤال الأطباء المختصين سؤالاً مباشراً، لماذا لم ينجزوا وينتهوا من هذه التقارير حتى الآن؟ وعلى أساس ردودهم يتم اتخاذ اللازم حتى يرتاح المرضى المتعبون من مراجعات تنشف الريق، وكل التقدير، ووافر الشكر للمجلس الأعلى للصحة لاهتمامه بما تطرحه الشرق من هموم المهمومين والمرضى، وكل الأمنيات الطيبة بالتوفيق. • * * • حكايات الناس: • تخيل معي المنظر، دعوة عامة، مليانة مدعوات وهي تسكب الطعام اندلق بعضه على أصابعها فلعقت الذي لمس أصابعها وأكملت سكب طعامها، لو تدري تلك السيدة كم أخذت من حسنات المدعوات الحلوات لشكرت ربها كثيراً كثيراً، ولأرسلت لهن تمراً كما كان يفعل ذوو الألباب زمان عندما تصلهم نميمة من أكل لحمهم (عجراً) وهم غائبون، طيب ماذا قالت المدعوات المحترمات عن التي ملأت (قففاً) من حسناتهن وودعتهن بحسن نيتها؟ أقلهن نميمة قالت (حد يعمل كدة؟) أكثرهن نميمة قالت (دي ست بلدي خالص) طبعاً وعلامات القرف تعلو وجهها، كنت ألاحظ الهمز واللمز وهو ينتقل من واحدة إلى التي تليها، ثم إلى دوائر الجلسة كلها وأصبحت إحدى المدعوات دون أن تدري مجال تندر ومسخرة، رحت أتابع التي يتغامزن عليها وهي توزع سلامها الجميل مع كل من يحيطها، كلامها الودود مع القريبات من مجلسها بينما (عواجيز الفرح نازلين فيها سلخ) بمجرد خلو مكان بجانب التي تتولى فرقعة الضحكات تعليقاً على الست الطيبة التي لعقت ما لمس أصابعها اقتربت من أذنها معتمدة على محبتها لي وعشرة تسمح بقول ما أريد دون لف ولا دوران، همست لها "عيونكم أحرجت الضيفة، وهمسكم بصوت عالي آذى مشاعرها وما فعلته الضيفة يمكن أن يحدث معنا جميعاً دون تجمل"، فاجأتها بسؤالي "ما عمركيش لعقتي صوابعك يختي وقد وقع طعام عليها؟". قبل أن تفتح فمها لتقول لي وهي المتفرنجة جداً (امبوسيبل) قلت لها الرسول الجميل، الكامل، كان يلعق أصابعه بعد الطعام، (فنجلت) عينيها وهي تسألني معقولة؟ أجبتها أيوه معقولة واسألي، تركتها في شيء من خجل لكني كنت أود أن أقول لها (أيوه معقولة يا نمامة وكنت أود أن أقول لها إن الضيفة التي لعقت أصابعها سهواً ستخرج من هنا وقد أخذت بفضل استغابتك، وغمزك، وتعاليك أفضل حسناتك يا جاهلة، وبكرة في قبرك لما الدود يمصمص لحم حضرتك ستعرفين يا عزيزتي طعم عذاب النم، عارفة عذاب القبر؟ إذا ما كنتيش عارفاه هو عارفك ما تقلقيش، خاصة وأنت رجلك والقبر!!! • ما أقبح أن نرى في الناس ما لا نراه في أنفسنا، وما يدعو للضحك حقاً أننا نرى في عيون الناس القشة ولا نرى في عيوننا (المقشة)!! • أشجان الوطن: • بعد فترة طويلة من الإقصاء العمدي، عشنا ورأينا فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي خطيباً على منبر الأزهر مع آلاف يصلون معه، ويأبى الله إلا أن يرينا آياته، فالظالم الذي سجن، وأباد، وحرم أسراً من عائلها حتى مات سجيناً، دارت عليه الأيام ليسجن في نفس السجن الذي عذب فيه مسجونيه، بينما السجناء طلقاء يحمدون الله على تفريج كربتهم، الصورة آية لمن يتدبر. • ما رأيكم في مذيعة طالعة في إحدى القنوات الفضائية لتقول للإسلاميين (حنغيظكم وحنتكلم في الأغاني والتمثيل)؟ نعم إلى هذا الحد أصبح الإعلامي مبتذلاً، ورداحاً، رحم الله قافلة الإعلاميات المحترمات اللائي كن يعرفن أن مجرد إطلالتهن على الناس (مسؤولية) لها احترامها. • عمرو موسى يقول القضية الفلسطينية أولوية عند العرب.. ونقول: يا راجل كفاية تصريحات بايخة، كفاية كلام جلطونا. • عمرو موسى يطلب في مؤتمر الانسحاب من التأسيسية الوقوف دقيقة حداداً على شهداء غزة.. ونقول: هذا هو كل ما حظي به الشهداء منك منذ ترؤسك للجامعة العربية فعلاً كفيت ووفيت! • عاشت مصر أمس ليلة عصيبة وقد دخل الحزن الحارق إلى أكثر من خمسين بيتاً إثر حادث مروع بعد تصادم قطار بأتوبيس مليء بالأطفال، ندعو الله أن يربط بالصبر الجميل على قلوب أهل الضحايا أما العامل الذي أهمل إغلاق المزلقان ليتسبب في كل هذا الألم، فمن هنا نقول (اشنقوه) حتى يكون عبرة لمن يوجع قلب مصر. • طبقات فوق الهمس • ثبت دون أدنى تفكير أن المقاومة هي الوحيدة القادرة على تحرير الأرض، وهي التي ستظل دوماً عيناً تقاوم المخرز، قلوبنا مع الصابرين في غزة. • نقول للرئيس المصري من هنا بعد العدوان لا أقل من فتح المعبر كاملاً ودائماً بل وفتح كل أبواب الجهاد لتدخل المعونات الإنسانية، ومعها كل من يريد المشاركة في حرب التحرير، لا بديل عن قطع العلاقات مع إسرائيل، والتحرر من اتفاقية كامب ديفيد الظالمة، مهم أن نقول لريسنا لا يكفي استدعاء السفير، أطرد السفير الإسرائيلي هذا أقل ما تقدمه مصر للصامدين في غزة. • نأمل أن نشهد ردود فعل عربية موازية للحدث الجلل والعدوان المجرم كما نأمل ألا يعاود العرب نهجهم القديم "ودن من طين وودن من عجين"، ومع تقديم الواجب اللازم من شجب، واستنكار، يكفي عاراً يكفي عاراً!