وترجّل فارس العمل الخيري د. أحمد الحمادي - رحمه الله

لا إلهَ إلَّا اللهُ ((كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ)). سبحانك ما أعظمك. لا إلهَ إلَّا اللهُ ((قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)). لا إلهَ إلَّا اللهُ ((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)). لا إلهَ إلَّا اللهُ ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)). نعم.. «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»هكذا الدنيا.. ففي يوم السبت 29/‏ ربيع الأول 1445 من الهجرة الموافق 14/‏ أكتوبر 2023 أتانا خبر رحيل الشيخ الدكتور أحمد بن محمد الحمادي صابراً محتسباً على ما أصابه من مرض رحمه الله، وصلي عليه رحمه الله يوم الإثنين الأول ربيع الآخر الموافق16/‏أكتوبر بجامع محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بعد صلاة العصر، ودفن بمقبرة مسيمير رحمه الله رحمة واسعة. رحل الشيخ الحبيب في الله رحمه الله وقد ترك لنا بصمات حية في الدعوة والإرشاد وفي مساحات العمل الخيري. رحل الشيخ الداعية إلى الله أحمد الحمادي رحمه الله والناس تذكره بخير وتُثني عليه حباً، «إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدًا نادى جبريل إن الله قد أحب فلانًا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في السماء إن الله قد أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ويوضع له القبول في أهل الأرض». فما أجملها من محبة!. رحل أبو صلاح رحمه الله وقضايا أمته لم تغب يوماً عن حياته أولها قضية المسلمين فلسطين وعاصمتها القدس الشريف. رحل الدكتور أحمد الحمادي رحمه الله وبقي تواضعه ومحبته للناس وابتسامته التي لا تفارقه عندما تقابله وتُسلّم عليه. رحل الوفي للعلماء والدعاة الشيخ أحمد الحمادي رحمه الله، اذكر أنني طلبتُ منه أن يكتب كلمات عن الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في ذكرى وفاته، فلم يبخل رحمه الله وهو من أهل الوفاء، فكتب ما يلي « شيخ مبدع ومؤثر بأسلوبه، وأديب، يستشهد بالأشعار المناسبة في الوقت المناسب، ذكرياته ممتعة، وأنصح بقراءتها ولا يمل القارئ من قراءتها بأسلوبها المميز، وهو عاش الواقع، ويحكي ما شاهده وعايشه في واقعه، ومارس التدريس في عدة مناطق، وكان له تأثير على الطلبة بأسلوبه المميز الجذاب، ويمتاز رحمه الله بالمرح والفكاهة وأحاديثه الإذاعية والتلفازية، تلقاه يستطرد أحياناً، ثم يرجع مرة أخرى إلى لب الموضوع رحمه الله». رحل الشيخ الحبيب أحمد الحمادي رحمه الله وكان عف اللسان مخموم القلب فعن عبد الله بن عمرو قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب، صدوق اللسان قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غل، ولا حسد». رحل المربي الفاضل أحمد الحمادي رحمه الله، وقد رزقه الله تعالى خلق التواضع، وزانت حياته بالتواضع فأحبه الناس لتواضعه وقربه منهم. رحل الشيخ العامل أحمد الحمادي رحمه الله وكان دائماً يسأل الله عز وجل الشهادة في سبيله، ولعل الله الكريم المتفضل على عبده الدكتور أحمد الحمادي في مرضه هذا قد نالها من الكريم الرحيم سبحانه وتعالى. فعنْ أبي هُرَيْرةَ، رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل اللَّه». فهنيئاً لك هذه البشارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الشيخ الصابر المحتسب أحمد بن محمد الحمادي رحمك الله. نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا. رحم الله الشيخ الدكتور العامل أحمد الحمادي رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته وتقبّله في الصالحين من عباده، وحشرنا وإياه مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً. «ومضة» رحل وبقيت آثاره رحمه الله، وصدق القائل: ما ماتَ من زرعَ الفضائلَ في الورى بل عاشَ عُمراً ثانياً تحت الثّرى