19 سبتمبر 2025
تسجيلبعض أفلام الخيال العلمي التي أنتجتها استوديوهات هوليوود مرعبة لو تم التأمل فيها بعض الشيء، خاصة تلك التي تدور قصتها حول تطوير الإنسان لأجهزة الكمبيوتر، بحيث تقوم بأعمال دقيقة ومعقدة وتدير منشآت حيوية عديدة من تلك المرتبطة بالحياة، كقطاعات الكهرباء والماء والصحة والاتصال والأسلحة الإلكترونية وغيرها.إن مكمن الرعب والخشية من إفساح المجال لأجهزة الحاسب الآلي لإدارة منشآت الحياة وبصورة تكاد تصل إلى النسبة المئوية الكاملة، كونها أجهزة صماء مجردة من أي مشاعر، بمعنى أنها تنفذ الأوامر والتعليمات التي تأتيها على صورة برمجة معينة من مبرمجين أصحاب اختصاص، بحيث لا تراعي ضميراً ولا شعوراً ولا مصلحة ولا غير ذلك، وإن أي انتهاك أو كسر لحواجز الأمان في برمجيات تلك الأجهزة من لصوص البرمجيات أو المجرمين الإلكترونيين، وتغيير شفرات معينة في البرمجة، من شأنها إحداث دمار هائل لا يمكننا تصوره، لكن الأفلام التي تحدثنا عنها، جاءت ببعض المشاهد المرعبة التي لا يمكن رفضها أو استبعاد حدوثها.ماذا يعني كل هذا؟إنه مثلما جاءت التقنية بالخير والفوائد العديدة، بحيث لا يمكن تصور حياتنا اليوم من دون تلك الأجهزة التي سيطرت على الصغير والكبير، فإنها جاءت كذلك بكثير من المشكلات والتعقيدات، وربما مستقبلاً بالكوارث والمصائب، عافانا الله وإياكم منها. فما العمل إذن؟لا يمكن القول باعتزال هذه الأجهزة، لأن الاعتزال يعني بكل وضوح الانسحاب من الحياة والابتعاد عن الناس، وهذا أمر لا يمكن القبول به وليس له أي وجاهة، باعتبار الصفة الاجتماعية للإنسان، الذي لا يمكن أن يعزف على وتر حياته منفرداً.. لكن كل ما يمكن القول في هذا الإطار هو أهمية استثمار هذه الأجهزة بأفضل ما يمكن أن يتصوره عقل، والاستمرار في برامج التوعية وعلى جميع المستويات، وحث الضمير الإنساني على أن يعمل لصالح بني جنسه، رغم صعوبة هذا الأمر في الواقع العملي، باعتبار اختلاف الأمزجة والطباع والصفات بين البشر، واختلاف المصالح هنا وهناك.لكننا في النهاية وكخلاصة لموضوع اليوم، نستطيع القول، بأن هذا الأمر يقع ضمن نطاق مسؤوليات عالم البشر. كل أحد في نطاقه الجغرافي يعمل بالمستطاع ويتعاون مع غيره فيما يمكن أن يعود بالنفع على الجنس البشري عامة، وكبح جماح من يعمل على النقيض.