12 سبتمبر 2025
تسجيلأيام قليلة ونودع العام الهجري (1435)، كما ودعنا من قبله كل الأعوام التي عشناها في الحياة، أيام قليلة ونستقبل العام الهجري الجديد (1436)، وهو ما يجعلنا نسأل أنفسنا هل مر علينا هذا العام الهجري بدون أن نغتنم فيه فرصة وجودنا أحياء، بدون أن نتقرب إلى الله شاكرين نعمه وكرمه وفضله علينا كمسلمين، هل مر علينا العام (1435هـ) بدون أن نقضى الكثير من أيامه في عبادة خالصة "نابعة" من قلوبنا ونفوسنا والقيام بدورنا الذي خلقنا من أجله وهو العبادة، هل مر علينا العام الهجري بدون أن نستثمر فيه طاقاتنا وصحتنا فيما ينفعنا يوم لقاء المولى -عز وجل-، هل حاسبنا أنفسنا على تقصيرنا في كل الأمور المستحبة التي ترضي الله؟ أيام قليلة ونودع العام الهجري (1435) وجميعنا يعرف إن كان قد قام وصلى وعمل الصالحات، أم كان مقصراً في قضاء الواجبات والعبادات، أيام ويرحل عنا عام آخر كما رحلت عنا كل الأعوام التي عشناها ونأمل أن نعيشها في محبة الله والأعمال الصالحة التي ترضي الله وتأخذ بأيدينا في طريق الخير، وإلى الجنة بفضل الله ورحمته وكرمه وقدرته. تنقضي الأعوام علينا جميعنا ولكن لا نعلم من منا قضى هذه الأعوام في العمل الصالح والعبادة والتقرب إلى الله -سبحانه وتعالى- وفعل الخيرات وترك المنكرات، تنقضي الأعوام على جميعنا ولا نعلم من منا عمله في الخير مقبول عند الله "نسأله -سبحانه وتعالى- قبول أعمالنا الصالحة"، كما نسأله -سبحانه وتعالى- أن يغفر ذنوبنا ويأخذ بأيدينا نحو كل طريق ينفعنا يوم اللقاء، أيام قليلة وينقضي عام كما انقضت سنوات عمرنا في الحياة الفانية التي سنرحل عنها في الموعد المحدد لكل منا، ولنتذكر قول الله -تعالى-{ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }، ولو عشنا دهوراً سوف نذوق الموت في الوقت المحدد لنا، والسؤال هل استعد كل منا لهذا اليوم، كما نستعد للرحلات الترفيهية في الأعياد والإجازات الأسبوعية أو السنوية؟ هل سأل أحدنا نفسه مع قرب رحيل العام الهجري (1435) عما قدم من أعمال، هل سأل أحدنا نفسه عن كيف يعوض تقصيره بالعام الهجري الذي نودعه في العام الهجري الجديد (1436)؟ رحل عام ونسأل الله أن يتقبل "أعمالنا الصالحة" ويغفر لنا ذنوبنا فى كل تقصير لأي عمل لا يرضيه -سبحانه وتعالى-، ودعونا نغتنم الفرصة في الأيام الأخيرة من العام الهجري الجاري قبل أن يرحل عنا و"نتقرب" إلى الله طامعين في مغفرته -سبحانه وتعالى-، ونسأل المولى -عز وجل- أن ينير طريقنا في الخير بالعام الهجري الجديد، ولا ننسى أن من الأعمال الصالحة "الاجتهاد" في العمل، ولنشكر الله على كل الخيرات التي منحنا إياها وأنعم بها على بلادنا "حفظها الله" ورعاها في ظل قيادتها الرشيدة متمثلة في حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى "حفظه الله"، سائلين الله -تعالى- أن يزيد نعمه على قيادتنا وبلادنا ومواطنينا والمقيمين على أرضنا وكل الأوطان العربية والإسلامية، لنشكر الله مع رحيل عام هجري وقدوم آخر وندعوه -سبحانه وتعالى- أن ينعم على بلادنا وبلاد المسلمين بكل الخيرات والنعم وأن يصلح جميع أعمالنا في عام 1436هـ والله من وراء القصد.