17 سبتمبر 2025
تسجيلعلى مدى العقود الخمسة الماضية قدم بعض المبدعين في قطر نماذج مميزة في الكتابات الأدبية والدبلوماسية، وكذلك في الاعلام والثقافة والتراث، استطاعت ان تصنع لها في مسيرتها مجدا لا يمكن اغفاله او المرور عليه مرور الكرام دون الالتفات اليه والتوقف عنده وتقييمه والاستفادة منه قدر المستطاع في ظل التواصل بين الشعوب والحضارات في وقتنا الراهن. ◄ والمشهد الثقافي في قطر: كان وما زال يفخر بالأسماء الوطنية المخلصة التي استطاعت ان تأخذ طريقها نحو الانتصار الحقيقي على التحديات الراهنة بفضل انتاجها الذي يشهد له القاصي والداني بسبب ما قدمت من جهود ملموسة للارتقاء بهذا المشهد الذي يعد أحد الجوانب المكملة لمشوار هذا المضمار في بلدان بني يعرب، والتي لا يقودها سوى الشخص المؤثر والفاعل الذي هو يعبر من خلاله كمعيار وسلوك ينتشر بيننا بمفهوم مركزي عبر الانثروبولوجيا ويتضمن ظواهر التعلم الاجتماعي داخل المحيط البشري في المجتمع. ◄ وحمد بن عبد العزيز الكواري: هو دبلوماسي قطري سابق، حيث تبوأ سعادته منصب وزير الثقافة والفنون والتراث في الفترة ما بين 2008 – 2016 م. وقبلها شغل منصب وزير الاعلام والثقافة خلال التسعينيات من القرن الماضي، وله بصمة لا تنسى في تلك الفترة التي تعد من اهم فترات الزمن الجميل للارتقاء بالدبلوماسية والإعلام والثقافة على وجه الخصوص. ◄ وظلم ذوي القربى: ويصدر اليوم كتاب جديد ورصين بعنوان «وظلم ذوي القربى.. الطريق إلى اليونسكو» الذي نشر عن طريق دار حمد بن خليفة في الدوحة. لمؤلفه حمد بن عبدالعزيز الكواري المستشار الثقافي لسمو أمير دولة قطر. ويتضمن الإصدار تجربته مع ترشيحه لمنصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو، مشيرا فيه الى بعض الحقائق والتحديات التي واجهها بسبب تسييس الثقافة ومحاولة عرقلة وصول قطر الى هذا المنصب الاممي، بل ان الدول التي حاصرت قطر منذ 5 يونيو 2017 م وحتى اليوم لعبت دورها التحريضي والتضليلي لعرقلة وصول المرشح القطري، حيث دفعت هذه الدول ملايين الدولارات، بل كل الاعلام المرتزق في الدول المقصودة هو المهيمن على احداث انتخابات اليونسكو لمنع قطر من تحقيق مرادها بشتى الطرق الحاقدة. وهكذا كانت تحاربها في كافة الاتجاهات لمنع تفوقها على هذه الدول التي لا تمتلك أي مشهد ثقافي مشرف بل امتلكت الأموال لتضليل الشعوب ومحاربة المبدعين العرب الذين نجحوا في تخطي قدراتهم وتجاربهم الفاشلة في كافة الميادين!. ◄ تجربة تستحق القراءة: وكتاب «وظلم ذوي القربى» يقدم للقارئ العربي تجربة ثرية في الخلط بين الثقافة والسياسة من خلال الاحداث الدراماتيكية التي كانت مصاحبة لانتخابات اليونسكو 2017 م التي وصفها بعض النقاد بمقولة: «فازت فرنسا وتألقت قطر»، وكان بطلها الاعلام المصري المنافق الذي لا يبث عبر فضائياته الا بعد ان يقبض الثمن، وهكذا كان هؤلاء اللصوص طوال أزمة الخليج المفتعلة يسعون لتحقيق بعض المكاسب المادية التي ينشدها هذا الاعلام المأجور، وبالدولار طبعا. وذلك لبيعها فيما بعد في السوق السوداء كعادة المتسولين من أمثالهم!. ◄ أسلوب أدبي متفرد: والكتاب يستحق ان يكون مقروءا لما يتضمنه من احداث ومواقف وتفاصيل عن الحدث التاريخي الذي جمع فصوله مؤلفه في هذا السفر الأنيق، وكتب بأسلوب شيق وجذاب. وفي الكتاب إشارة تحليلية للتعليم والسير نحو تحقيق الحرية، مؤكدا على عدة مبادرات قطرية تستحق ان نقف عندها، منها على سبيل المثال لا الحصر: • التعليم فوق الجميع • علم طفلا • القمة العالمية للابتكار وهناك إشارة في هذا المؤلف بشكل واضح للدبلوماسية الثقافية في قطر كقوة ناعمة ومؤثرة في العالم الخارجي، بجانب عملية الترجمة التي لا غناء عنها في هذه الأيام لكونها تسهم في تلاقي الحضارات والثقافات في بناء مجتمعات المعرفة، كما لم يغفل المؤلف بعض القضايا الأخرى مثل: • التراث الإنساني • الصناعات الإبداعية • الثقافة كمحرك للتنمية البشرية • القيم الجمالية المشتركة كالأدب والفنون البصرية والمتاحف.. وغيرها. كلمة اخيرة مثل هذا الإصدار التوثيقي سيكون بمثابة الزاد الثقافي في كتابة السير والأحداث الثقافية الممزوجة بالسياسة في وقت تسبب فيه بعض العرب في التشويش على بعضهم البعض عبر إحداث خلخلة مختلقة من قبل المزاجات السياسية لدول تنكرت فيها للأخ والصديق والجار في ظلمه لذوي القربى على حساب القيم والمبادئ التي تربط بيننا كعرب ومسلمين في هذا الزمن الرديء.. زمن المصالح واختلاق الازمات!. هنيئا لـ «أبو تميم» هذا العمل الجميل من شخص يعود بنا الى الزمن الجميل.. وكتابه هذا لا يقل ابداعا عن كتابه السابق «على قدر أهل العزم تأتي العزائم». [email protected]