12 سبتمبر 2025
تسجيلأنا أرى، وهذا رأيي شخصي، ان الجزء الأهم في الأغنية العربية المؤدي أو المنشد أو المغني، لا يهم التعريف، وبمقدور المطرب الفنان ان يمنح الأغنية بعداً آخر، كانت فيروز الوسيط الأهم في حمل إبداعات الأخوين رحباني، وبعد رحيل بليغ حمدي حمل الأمانة "صلاح الشرنوبي" عبر صوت وردة الجزائرية، ولكن صلاح الشرنوبي حي يرزق، ولكن أين نتاجر؟ قس على هذا عدداً آخر من الملحنين في الخليج والوطن العربي، كان الوسيط الأبرز الصوت ما زال عبد الكريم عبد القادر يتنفس ولكن أين الواقع المعاش؟ مما مضى مع عبد الرب إدريس! وبعد رحيل الفنان الكبير طلال مداح انزوى الملحن الصديق سراج عمر، وهكذا نجد ان الصوت الجميل والمعبر له الإسهام الأبرز في إيصال إبداعات الملحن، لذا فإن الموسيقار المرحوم عبد العزيز ناصر عندما فقد الأدوات ذهب إلى الأغاني الوطنية والأناشيد الجماعية سواء في استحضار القدس أو الأعمال المرتبطة بمعاناة الإنسان. هذا الإنسان الكوني، نعم فقد عبد العزيز ناصر ابرز أسلحته واعني المرحوم فرج عبد الكريم وانزواء محمد رشيد، هنا وجد بغيته ناصر صالح وقدم له العديد من روائعه ولصقر صالح، وعندما وجد ان الواقع بخلاف المأمول اتجه بموهبته إلى إطار آخر أكثر عمقاً وتأثيراً وخلوداً، حاول أكثر من مرة مع الفنان سعد حمد ولكن اكتشف لاحقاً ان الغناء ليس فقط صوتاً يحمل إبداعات الشاعر والموسيقى، هناك جوانب أخرى لابد ان تتوفر في الفنان حتى يظل تحت بؤرة الضوء، وهؤلاء يملكون قدرات خاصة مثل عبد الحليم حافظ، أبو بكر سالم، محمد عبده، علي عبد الستار، وغيرهم على سبيل المثال لا الحصر، ان أبرز مميزات الفنان الشاب فهد الكبيسي انه طائر حر حتى وان ارتبط بالفنان الشاب عبد الله المناعي فهو ينقل عبر شجن صوته إلى مسارات عدة ولا يحصر ذاته في زاوية محددة، وهذا ذكاء مارسه من ذكرتهم سابقاً، كانت أم كلثوم وعبد الحليم يوزعان جنجرتيهما على بساط أكثر من ملحن حتى وإن كانوا أقرب المقربين لهما وهذا ما كان يفعله الأخوان رحباني. مع فليمون وهبة كملحن ومغري شمس الدين ووديع الصافي كمؤدين. وسلامتكم.