15 سبتمبر 2025

تسجيل

للشعر الفصيح عنوان في حصار قطر السلم والأمان

19 سبتمبر 2017

الشاعر الدكتور حجر أحمد حجر عبر بقصيدته عن قطر التي لم يجوّعها الحصار وإن ساء الشقيقُ وجارَ جارُالشاعران محمد السادة وعلي ميرزا أبرزا في قصيدتهما المحنة بمشاعر فياضة تجاه الأرض وأمجاد الفخر للشعر العربي الفصيح مكانة في الحصار الظالم على قطر .. ويعد الدكتور حجر أحمد حجر من أوائل الذين تناولوا هذا الحدث بأبيات شعرية معبرة ورائعة ، وفيها لوم للأشقاء ودعوة لنسيان الخلافات وتوحيد البيت الخليجي من جديد .. كما كتب أيضا الشاعر البارز محمد السادة عدة قصائد نختار منها هذه القصيدة الجميلة في حب قطر وتبيان مكانتها في القلوب ، بجانب قصيدة ثالثة للشاعر المبدع علي ميرزا محمود بعنوان " إلا قطر " وهي من أجمل القصائد أيضا .وقد امتازت كل القصائد التي كتبها جميع شعراء الفصحى في قطر بلغة سهلة وواضحة من خلال التعبير عن المحنة التي نمر بها بروح ومشاعر فياضة عبر صدق العاطفة وحسن السبك واختيار الألفاظ المناسبة للقضية التي يتحدث عنها شعراء قطر الثلاثة .** الدكتور حجر و " عتاب الأشقاء ":قصيدة الدكتور حجر بعنوان " عتاب الأشقاء " ، وكتبت بتاريخ 26 يونيو ، يقول فيها (على وزن بحر الوافر):بلادٌ لا يجوِّعُها الحِصارُ وإن ساءَ الشقيقُ، وجارَ جارُأفي التجويعِ للأهلينَ نَصرٌ بشهرِ الصومِ؟ بئسَ الانتصارُأليسَ المسجُدُ الأقصى بأحرى يكونُ لأمتي فيهِ انتصارُأجَرنا المستجيرَ بنا دُهورًا فصِرنا من حِصارِكمُ نُجارُسدَدتم في الجنوبِ طريقَ بَرٍّ كأنّا لا تحيطُ بنا البِحارُفضاءُ الكونِ فيه لنا دروبٌ وهذا البَحرُ ليـس لهُ جِـدارُنَفذنا في الدُّنى جوًّا وبَحرًا وفي كلِّ البقاعِ لنا انتشارُوفضلُ اللهِ أَغنانا بخــيرٍ فلا يُخشى على قَطرَ افتقارُقَرارٌ بيَّتوهُ لنـا بٍلَيلٍ أشقّاءٌ لنا، بئسَ القَرارُأفي الأعرافِ أو في الشرعِ حُكمٌ شقيـقٌ لا يَزورُ ولا يُزارُ؟فما لحِصارِكم يا قومُ عُذرٌ أما للأهلِ عندكمُ اعتـبارُ؟إذا ما ساءَ جيراني وجـاروا فما للمـعتدي منهم وَقارُوما "للمجلسِ" المرحـومِ ذكرٌ نسِيناهُ وقد سـقطَ الإزارُوهل للمجلس المـسكينِ معنىً ولا أهلٌ لديهِ ولا ذِمارُ؟لقد وَضَحت أمورٌ بعـدَ نقْعٍ فبانَ الصبـحُ وانكشفَ الغُبارُأقولُ وقد جـرى منّـي عِتابٌ أيا لَلهِ هلْ رَخُصَ الجِوارُ؟فليس يليقُ بالشُّـعراءِ صَمتٌ وفي الأحشـاءِ آلامٌ ونارُيَظنُّ البعضُ أني لسـتُ أدري بجُرمِ الجارِ أدري وهو عارُفلا أُلقي على النيرانِ زيتًا لتأجيجٍ، فليسَ هناكَ ثارُولا قَوَدٌ ولا دِيَةٌ لصلحٍ ولا جَملٌ يُسـاقُ ولا حُوارُولو أهجو الشقيقَ هجوتُ نفسي هِجائي العارُ، ما فيه افتخارُ****فيا أهلَ الخليج ذَوي خِلافٍ أشقائي، لقد كَثُرَ الشَّـرارُيؤرِّقُني الخِلافُ، وطالَ ليلي وما آبت لياليَّ القِصارُيؤرِّقُني الخِلافُ، وما بدا لي كأنَّ الناسَ للهيجاءِ سـاروافقد طردَ الكـرى همٌّ وغمٌّ له بينَ الضلوع أسىً ونارُوأشجاني تراشُقُكم بسوءٍ وكدَّرَ خاطري النقْعُ المُثارُوقيظٍ قد صبَرتُ عـلى لَظاهُ وليسَ على التخاصمِ لي اصطبارُفزدتم في الخليجِ وهيجَ صيفٍ فزادَ الحرُّ واشـتعلُ النهارُفهبّوا للتصالحِ والتصافي فقد كَثُرَ الشَرارُ المُستطارُلنُصبِحَ والخليجُ لنا جميعًا ديارٌ لا يفرِّقُها شِجارُتعالَوا للتعاونِ في اتحادٍ فما أمرُ الطلاقِ لكم خيارُفدت أهلَ الخليجِ حـدودُ رملٍ كما تَفَدي الأباطحُ والبحارُفعودوا والبسوا ثوبًا لعُربٍ فهذا الثوبُ ثوبٌ مستعارُإذا ما وحدةٌ قامت بحُبٍّ فنصرٌ للعروبةِ وافتخارُفأهلي في الخليجِ لهم وِدادي ووُدّي لا يُباعُ ولا يُعارُوهذا شيخُنا قد قـالَ حَقًّا: طريقُ الحلِّ يا قومُ الحِوارُدَعوا التسويفَ والأعذارَ عنكم فقد أمسى الحِوارُ هو الخِيارُ****تميمٌ قد أصابَ هلمَّ هيّا فنجمُ الصبحِ يتبعهُ النهارُفلا عيبٌ عتابٌ مِـن مُحبٍّ ولا في الصفحِ للأحـبابِ عارُإذا صَغُرت بهذا الكونِ داري فأحلامٌ لنا فيها كِبارُنجومُ الكونِ أكبرُ من ثرَانا وتبدو أنَّها نقط ٌ صِغارُفكلٌّ في الخليجِ لنا شَـقيقٌ لهُ في الدوحة ترحيبٌ ودارُفإن كانَ العِداءُ شِـعارَ جارٍ فحُبُّ الجارِ في قـطرٍ شِعارُ25 يوليو** الشاعر محمد السادة و " قفي شموخا ":أما شاعر قطر البارز في شعر الفصحى محمد السادة فهو من الشعراء المجيدين والمميزين في الكتابة الشعرية في حب الوطن وقضاياه وهمومه ، وفي محنة الحصار كتب هذه الأبيات الرائعة ، وهي من قصيدة بعنوان " قِفي شُمُوخا " ، يقول فيها (على وزن بحر البسيط ):قِفي شُمُوخاً بِوَجهِ الرِّيحِ يا قَطَرُ ففيِ إبائِكِ ما تَزهُو بِهِ الصُّوَرُقِفي شُمُوخاً تَمِيمُ المَجدِ في يَدِهِ تَعلُو البيارِقُ فيها العِزُّ والظَّفَرُتَروي العَزائِمُ ما خَطَّتْ عَزائمُهُ وفي الكَريهةِ عَنهُ يُحجِمُ الخَطَرُالصَّبرُ في الخَطبِ يَحكِي عَن تَجَلُّدِهِ وعَن نَداهُ يَبوحُ الغَيمُ والمَطرُكُلُّ القُلوبِ لَهُ بالحُبِّ مُفعَمَةٌ وشعبُهُ إنْ دَعاهُم للوَغى نَفَرُوايا غُمَّةً بِخَلِيجِ الخَيرِ قَد عَفَرَتْ بينَ الأحبَّةِ فِيها خَيَّمَ الكَدَرُنَرجُو الإلهَ بأنْ يُجلي قَتامَتَها فَهوَ الرَّحِيمُ لَهُ الأكوانُ تأتَمِرُعَسى تُعُودُ بِلَمِّ الشَّملِ وحدَتُنا يَبقى تَمِيمُ وتَبقى في العُلا قَطرُ** علي ميرزا و " إلاّ قطر" :أما الشاعر علي ميرزا محمود فكانت قصيدته الرائعة مدوية ، تعبيرا عن الحصار الذي يمر به بلده في هذه الأزمة المفتعلة ضد قطر ، واختار لها عنوان " إلا قطر " ، يقول فيها (على وزن بحر الكامل) :يا لاعباً في الطينِ من بَعْدِ المَطَرْ إقذِفْ بِطينِكَ من تشاءُ مِـنَ الْبَشَرْإعبَثْ كما تَبغي بثوبِكَ في القَذا لكنْ تَوَخَّ إذا دَنَوتَ مِـنَ الخَطَرْقِفْ عِندَ حَدِّكَ عاقِلاً مُتأَدِّباً إِلَّا قطر .. إِلَّا قَطَرْ .. إِلَّا قَطَرْ إنَّا نَقولُ ولا نَخافُ مَلامَةً في الْحَقِّ كالأَسَدِ الجسُور إذا زأَرْلا نَبْتَغي سَفَهَ الكلامِ جُزافَهُ وإذا نَقولُ نَقولُ قولاً كالدُّرَرْلا نَهدِمُ الإنسانَ في بُنْيانِهِ لكن نكونُ العَونَ إِنْ وَقَعَ الضَّرَرْوإذا الشَّرَارَةُ شَبَّ نارُ سَعيرِها كُنَّا الأَوائلَ في مُواجَهَةِ الشَّرَرْوإذا الجَفافُ بِنابِهِ أكَلَ الثرىٰ مِثْلَ الغَمامِ عليهِ كُنَّا والـمَطَرْماذا سَمِعْتُمْ غَيْرَ قَوْلٍ طَـيِّبٍ كالعُودِ فاحَ بِعِطْرِهِ حينَ اسْتَعَرْمَنْ ذَا يُجادِلُ فارِساً كَتَميمِنا إِنْ جَدَّ جِدُّ الْقَوْلِ قَالَ وما نَكَرْنَدْرِيهِ في فَنِّ الْحَدِيثِ وحُكْمِهِ ماذا يَقيسُ مِـنَ الجَواهِرِ في الصُرَرْطَلْقُ اللسانِ ولا يَروغُ كَـثَعْلَبٍ يُعْطِيكَ من طَرَفِ اللسانِ كَمَنْ ذَكَرْغَوّاصُ بَحْرِ الضّاد يَعْرِفُ سِرَّهُ وإذا أرادَ القولَ باحَ بما أَسَــرْفإذا أتىٰ من فَاسِقٍ نَـبَأٌ لَـكُـمْ فَتَبَيَّنوا ماذا يُرِيدُ مِـنَ الخَـبَرْلكنْ وإيّاكُم تَمَـسُّـوا شَـيـخَـنا مِـنْ غَيرِ أنْ تَدْروا حَقيقَةَ مَنْ حَفَرْواللهِ إنَّا في سَـبِيلِ تَـمِـيـمِـنـا لَــو مَـسَّهُ أحَدٌ بِحَرْفٍ كالقَدَرْوإذا الكَريهَةُ كَـشـَّرَتْ عَنْ نابِها يَفْديهِ شَعْبٌ في الوَغىٰ فَلَقَ الصَّخَرْوإذا رَمَـتْـهُ الرّامياتُ حِـجارَهـا يأتيهِ مَنْ أَكَلَ الأَصَمَّ مِـنَ الحَجَرْلـو تَـتَّـقـي شَـرِّي فَإِنكَ سـالــمٌ أو تَبْتَغي ضَرِّي تَسَرْبَلْ بالحَذَرْإِربَأْ بِنَفْسِكَ سِــرُّ بَيتِكَ عِندَنـا لكنَّنا في العَقْلِ نَحْنُ الـمُـخْتَبَرْلا تأخُـذَنَّـكُـمُ الـغَـداةَ حَـمـيَّـةٌ كالجاهِليَّةِ في الخِصامِ إذا صَدَرْإِنَّا شُعُوبٌ في العُرُوقِ تَمازَجَتْ فينا الدِّماءُ وَلَنْ تَسـيلَ لِمَنْ سَعَرْأَهْـلٌ حَـوالـينا فَلا تَكُ عابـثـاً بالجَمْرِ مِـنْ تَحْتِ الرَّمادِ إذا خَدَرْإلعَبْ بعيداً عن حدائِقِ دارِنـا يا أيُّها المَوتُورُ إِنْ ذُكِـرَتْ قَطَـرْإنْهَقْ كما تَبْغي لِتَرْمَحَ مَنْ تَشا إلاّ قَـطَـرْ .. إلاّ قَـطَـرْ .. إلاّ قَـطَــركلمة أخيرة :كل القصائد كانت واقعية ومن وحي الأحداث العصيبة التي تحدق بدول الخليج ، إذ انه لم تحدث خلافات كهذه لأنها ساهمت في تشتيت النسيج الاجتماعي بين قطر ودول المنطقة دون سابق إنذار ، كما عملت على إنشاء الحربين الاقتصادية والإعلامية على الخصوص .. ورغم ذلك نجد الشاعر الدكتور حجر يؤكد في ختام قصيدته المميزة على مكانة الجار ومدى محبته بين أهل قطر بالرغم من رفع شعار العداء ضدنا ، إذ يقول:فإن كانَ العِداءُ شِـعارَ جارٍ فحُبُّ الجارِ في قـطرٍ شِعارُ