16 سبتمبر 2025

تسجيل

الهدف الرئيسي للسياسة الغربية من تغيير مناهج تعليمنا

19 سبتمبر 2013

قلت لصاحبي: ما هو الهدف الأساسي للسياسة الغربية من تغيير مناهج تعليمنا؟ قال صاحبي: إن الهدف الأساسي للسياسة الغربية من تغيير التعليم يرتبط بمحاولة إحلال طائفة من القيم الغربية؛ مثل قيم التسامح، حقوق المرأة، تقدير حرية الأديان وغيرها، محل القيم الإسلامية من منطلق أن هذه القيم كفيلة بحماية العالم من مظاهر التطرف التي تفرضها القيم الإسلامية. إن التوجيهات الغربية نحو تغيير مناهج التعليم تركز بالأساس على المناهج الدينية دون النظر إلى المناهج الخاصة بالعلوم الأخرى، وهو ما يتضح في محاولات الدول الغربية للضغط على الدول العربية لإعادة النظر في قيم ومفاهيم متضمنة في المناهج النظرية دون العملية. إن الدول الغربية ماضية قدما في محاولتها لتغيير مناهج التعليم شئنا أم أبينا لهذا التوجيه، وتستخدم في ذلك كافة ما لديها من وسائل أو إمكانات. إن الدول التي تسيطر عليها أمريكا الآن، كأفغانستان والعراق تشكل المرحلة الأولى في محاولات التغيير من منطلق أن هذه الدول ماضية في إعادة صياغة مناهجها بما يتفق مع التوجيهات العالمية الجديدة القائمة على أساس نشر السلام والتسامح وقيم الديمقراطية والحرية، بحيث تشكل هذه الدول نقطة البداية للتعالي مع القيم والتقاليد العربية الجامدة، وتكون قاعدة انطلاق لتحرير باقي الدول العربية. إن التوجيهات الغربية نحو تعديل مناهج التعليم في المنطقة العربية، وإن كانت تمثل جزءاً من منظومة متكاملة هدفها إصلاح التعليم كشكل بما يؤدي إلى إحداث نقلة نوعية في هذا الجزء من العالم الذي لم يصبه بعد الدور في التنمية، إلا أن هذا التوجه الأكبر لهذه المنظومة يتعلق بتشويه المفاهيم التربوية والدينية والثقافية التي تزخر بها ثقافتنا الإسلامية، وإعادة صياغة القيم والمفاهيم الدينية والثقافية، بما يؤدي إلى إنتاج أجيال أكثر قدرة على التواؤم مع متطلبات الحضارة الغربية، وأكثر اغتراباً عن قيمهم الدينية الإسلامية. إلا أنه في المقابل ورغم هذه الاعتبارات يمكن القول: إنه رغم كل الاستلاب الفكري، والتفكك السياسي، والتهميش الحضاري الذي تعيشه الأمة العربية الإسلامية، فما يزال هناك من يخطط لإبدالنا تراثا وحضارة وفكرا وعقيدة وثقافة، والسبب يكمن في خوفهم من مصدر قوة هذه الأمة وعزتها، ألا وهو الإسلام، الإسلام الحضاري الذي لا ينفي الأديان بل يحتويها كجزء من منظومة الإسلام ذاته. وهنا تأتي أهمية التأكيد على أن مواجهة التحديات التي تفرضها دعوات التغيير، أو تطوير التعليم في الدول العربية الإسلامية، تفرض أهمية استنهاض الأمة نحو التجديد الذاتي النابع من القيم والمفاهيم والثوابت الدينية والحضارية والثقافية، وتتبنى رؤية عربية مشتركة لإصلاح التعليم بما يتفق والقيم الأصيلة التي تقوم عليها الحضارتان العربية والإسلامية. هذا وبالله التوفيق.