12 سبتمبر 2025

تسجيل

اللعبة "1"

19 سبتمبر 2012

بالنسبة لي. هناك أمر عصّي على الفهم والإدراك، حاولت مراراً وتكراراً أن أعرف أبعاد اللعبة. ولكن في كل مرة أخرج بخفي حنين. واكتشفت أخيراً أن اللعبة أكبر من مداركي ومن فهمي المتواضع. وأعتقد أن هذا الإطار يشكل إطاراً جامعاً لأبناء هذا الوطن. لأن مدى علم الجميع يقتصر على الفهم والوعي والاستنتاج. الأمر أشبه باللوغاريتمات. العملية معقدة. ولا أعتقد أن أعظم أجهزة الكمبيوتر سوف تحل هذه المعضلة. أما القصة فكانت لعبة ذات يوم تحولت إلى أمر آخر. ذات يوم بعيد تطلع أحد الأثرياء إلى لاعب أجنبي واحضره من خلال شغفه بناديه، هنا انطلق آخر وأطلق صيحة مضرية، وقال: لا والله. ما يصير. بوفلان مهب أحسن مني. وهكذا كرت السبحة، تألق فوق تراب الملاعب الخليجية نجوم من أقطار العالم، وأصبح بعضهم أيقونات في ملاعبنا، وساهم العديد منهم في إبراز اللعبة وبخاصة في لعبة كرة القدم. فجأة، تحول الأمر إلى وباء أصبح الكل يتطلع إلى اقتناص اللاعبين الذين تعدوا العقد الثالث من أعمارهم بسنوات وجلبوهم إلى ملاعبنا وبحضورهم دفنا خليجيا جل المواهب الصاعدة في المراحل السنية المختلفة، المشكلة أن بعض هؤلاء اللاعبين مصابون ولا شفاء لهم من إصابات الملاعب وهم في آخر سنوات عمرهم المديد، قرأت مثلا تصريحا لأحدهم وهو يقول لافض فوه وقل حاسدوه. إن مشاركتي للنادي من أجل احتلال القمة، وصدق وعده. فقد احتل النادي القمة بالمقلوب!! جل هؤلاء اللاعبين كانوا ذات يوم ورقة رابحة في أنديتهم. ويأتون إلى هنا في الوقت الضائع ينهبون الملايين، يقول البعض إن الدعاية للبلد أكبر من ثلاثة أو أربعة ملايين ريال. وهذا التبذير له أسبابه ومسبباته، كما أن بعض الأثرياء أحرار في أموالهم، إن العديد من هؤلاء اللاعبين مجرد وهم خادع، وأسماء هؤلاء تندرج تحت فعل (كانوا) القضية ليست في جلبهم. ولكن عندما يأتون ويكون هناك رمق ما في صدورهم فإن الأمر يتلاشى تأثيره مع الراحة والمجابيس والمحمر والصافي وشرب الشيشة في سوق واقف. وعندما ينتبه المسؤول في النادي إلى الواقع المزري للاعب. ويحاول التخلص منه سرعان ما يجد اللاعب بغيته في نادٍ آخر. وهكذا ينتقل من نادٍ إلى آخر. خاصة أن هذه البضاعة الكاسدة بلا جمارك في دول الخليج العربية. الأمر الآن قد تحوّل إلى ظاهرة لافتة للأنظار، والأدهى والأمر. ذلك الإداري الهمام الذي يملأ الصحف ووسائط الإعلام صراخاً. بأنه قد آن الأوان كي يحقق  للنادي آمال جماهيره. وأن حضور هذا اللاعب المعجزة سيكون الحد الفاصل في تاريخ النادي. ثم يأتي القرار المهم والصدمة لأعضاء مجلس الإدارة أن اللاعب مصاب بعدة عاهات، في الركبة والمصران الأعور، والزائدة وحتى البواسير، هذا بخلاف أنه لم يشف من الدرن، وقد يكون مصاباً بأمراض وعاهات أخرى. الحديث لا يقتصر على اللاعب. ولكن على كل أشكال الاستيراد. وللحديث بقية.