20 سبتمبر 2025

تسجيل

اغزل محبتك أغنيات وفاء

19 سبتمبر 2011

* أحداث بعينها، حكاية بذاتها قد تأخذك إلى ركن ساكن هادئ لتفكر وتتأمل بروية في مكنونات ما نسميه (النفس) تلك التي تحمل متناقضات عجيبة من حب وكره، وشجاعة وجبن، وسماحة ووقاحة، وشح وكرم، ومروءة وخبث، وطيبة وقسوة، ونبل وخسة، وأصل ووضاعة، تفكر فيما يعرض لك من شؤون الناس من حولك، وما يصل إلى أذنك من آلام البشر في تلك القارة العجيبة (النفس) بكل ورودها وأشواكها لتتأكد أن جمال النفس أو قبحها طبيعة متأصلة في الذات تماماً كمتسبات الجينات، كلون الشعر، والعينين، والجلد، ومهما بذلنا من جهود لتغطية ندوب الذات أو تشوهات النفس بمكياج، أو ماسكات، أو حتى ليزر لا يمكن بحال أن نخفي الدمامة تماما كما لا يمكن أن نخفي خير نفس جميلة، نبلها واضح للعيان وضوح الشمس، ولا تكاد تخطئه عين! * لا تتوجع، ولا تندم على خير قدمته، ولا جميل بذلته، ولا معروف ما ارتجيت منه صيتا ولا سمعة، ولا تتألم بعد محبة سقيتها من نبع ودادك الجميل لتكون لحبيبك برهان محبتك، لا تقل ضاع الوفاء، وتعملق الشوك، وتوحش النكران، إبق كما أنت إغزل محبتك أغنيات وفاء، وأزرع أزهارك في الصباح والمساء، وكن إنسان الحياة الجميل النبيل الذي لا يزيده النكران إلا بذلاً، وتمثل بقول الشاعر: ازرع جميلاً ولو في غير موضعه لا يضيع جميل أينما زرعا إن الجميل وان طال الزمان به لا يجتنيه إلا الذي زرعا * كانت سرحانه، وحزينه، سألتها ما بك؟ قالت هامسة ماذا تفعلين إذا قالوا لك عن صديقة تعتبرينها صاحبة مروءة وشهامة وكرم، يفز قلبها لنجدة المأزوم، وما وجدت كربا إلا وبادرت بتفريجه إنها قول بلا فعل، تظهر غير ما تبطن، تقول في غيبتك كذا، وكذا، وكذا، وان حقيقتها غير ما تتوهمين، بل أنت مخدوعة بها، سألتها ماذا عن مواقفها معك شخصيا قالت لم أر منها إلا خيرا، ووداً، ورفداً، وحناناً، وحباً، قلت للسرحانة الحزينة لا تصدقي الواشي، بل صدقي مواقفها معك، فالمواقف (كشف هيئة) وسيرة حياة تنم عن صاحبها وهي لا تعرف النفاق، ولا التجمل، ولا الكذب. * كما الورود ألوان، الصداقات أيضا ألوان، هناك صداقة بيضاء، تلك الخالص محبتها، العبقة كعطر الياسمين، علاماتها الفارقة حنونة كأم رؤوم، صادقة كلسان تقي، صافية كنبع عذب، لا يرجو أصحابها من بعضهم لا منافع، ولا مصالح، ولا حاجات، إنما القرب من الله، والحب في الله لا أقل ولا أكثر. * في الأفراح أو المآتم يصدق قول (باسكال)، (إني أؤكد أنه لو عرف الجميع ماذا يقول لبعضهم على البعض الآخر لما بقي في العالم أربعة أصدقاء) وهذا ملاحظ تماماً في جلسات النميمة النسائية في فرح كان أو حزن، حيث لا تترك الألسنة همزها، ولمزها، وإخراج (مصارين) البيوت، وفتش أسرارها، وهتك المستور منها، ثم يقبل الجميع بعضهن بعد تشريح الجثة بالسواطير، ثم يقلن الكلمة المعتادة (دع الخلق للخالق). وبعدها وعد بلقاء جديد عقيم للعجر في فلانة أو فلتانة بلقاء نميمة صباحي أو مسائي مش مهم. طبقات فوق الهمس * قد يهبك الله صديقاً نبيلاً يداري على عورات من قصر معك فينسبها لنفسه حتى تتصور أنه المقصر لا هو، إنه ندرة، إنه كنز تتصاغر أمامه كل كنوز الدنيا. * هناك أصدقاء كالهواء والماء لا يغني عنهم إلا هم! * للتي قالت ماذا أفعل وقد أحسست أنني أخلصت لصداقة تتلون أقول خذي بما قال الشاعر: ولا خير في ود إمرئٍ متلونٍ إذا مالت الريح مال حيث تميلُ * أخطر الخطر على الصداقات النبيلة ذو الوجهين.. احترسوا. * الصداقات الصدوقة كنوز، والكنوز تحسد، وتصيبها العين، انتبهوا. * كل مالا يعرف الصدق يموت! * قد تتوالى المحن لندخل اختباراً عصيباً يمتحن إيماننا بالأقدار لكن يظل المؤكد أن بعد كل ليل حالك نهار مشرق. * صداقات المسجد هدية غالية للمجتمعين بعيداً عن دنيا مصممة على الفتك بهمة الروح فينا! * إذا كنت محبوباً فثق أن خلفك من يسعى بهمة لتجريدك من هذا الشرف! * لا تصدق كل ما تسمع فالبهارات كثيرة! * إذا آمنا بمقولة (من قال لك قال عليك) سنرد كثيراً من الوشاة على أعقابهم. * وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ كثيراً ما ننسى هذا السؤال الشريف! * لا تلم حبيبا غدر ولا صديقاً خان، لُمْ نفسك على اختيارك. * بعض صداقاتنا أرض، وسماء، وأهل، ووطن.