13 سبتمبر 2025
تسجيللا يمكن لأي مسؤول في أي مؤسسة ألا يلاحظ التغّيرات والتطّورات السريعة التي حدثت، ولا تزال تحدث جرّاء الطفرة التكنولوجية وثورة الاتصالات، ومعنى ذلك أن المؤسسات ومن يديرها لا يمكن لها أن تقف مكتوفة الأيدي أو تكتفي بموقع المتفرج، بل عليها مواكبة تلك التغيرات. ومن أجل مواكبة التغيرات لابد أن تلجأ المؤسسات الحكومية والخاصة لطريق التغيير، هذا الطريق الذي سوف يعتبره البعض "مديرين وموظفين" عدواً لهم؛ لأن الكثير منهم بطبيعة الحال لا يحبون التغيير، وإذا حدث يلجأون لمقاومته. معنى ذلك أن الازدهار الذي نصبو إليه لن يكون مفروشاً بالورود بل يحتاج إلى جهد كبير وإخلاص أكبر، وقبل ذلك خطة للتغيير تقوم على أساس علمي وليس عشوائياً كي تحقق النتائج والأهداف المرجوة. إن السؤال الذي يجب أن يشغل بال كل قائم بالعمل الإداري كمسؤول هو: كيف أستطيع تحقيق أهداف العمل في المؤسسة؟، كيف أحدث التغيير الهادف لتحقيق ما أطمح إليه من غايات؟، إن عملية التغيير عملية مزدوجة أي ذات شقين، الأول "قيادة التغيير" والثاني "إدارة التغيير"، وعليه فإن لقائد التغيير المرتقب خصائص لابد وأن يتصف بها، كما أن لإدارة التغيير إستراتيجيات لولا اتباعها لما تحققت الغاية من العملية بأكملها، بل وفي أسوأ الأحوال من الممكن أن تصبح النتائج عكسية. وبعيداً عن أهمية عملية التغيير بشكلها العام، فإننا إذا دققنا النظر في الواقع القطري، وما يغلفه من تحديَات سياسَية متمثلة في أزمة الحصار، أو تحَديات مجتمعَية فيما يتعلق بتنظيم كأس العالم 2022، سندرك جميعاً الحاجة للتغيير على أساس منهجي وعلمي لكافة مؤسساتنا ومواطنينا، فإننا في دولة قطر وفي ظل قيادة حكيمة نرى كيف أن قطر لم تعد دولة عادية على خريطة العالم، حيث أضحت دولة عظمى يشار لها بالبنان في جميع القضايا الإقليمية والمحلية، كما أصبحت اسماً لامعاً ومقدراً في عالم الرياضة والسياسة والمجتمع الدولي، وهو ما يضع على عاتقنا كمواطنين مسؤوليات كبرى في مواكبة طموحات القيادة والواقع العالمي من حولنا. وحاجتنا إلى التغيير كل في موقعه لا من أجل الانسلاخ عن هويتنا العربية والإسلامية، بل بالعكس لإعلاء تلك الهوية وإثرائها والتعريف بها بين الثقافات الأخرى، وإيجاد موطئ قدم لأنفسنا في هذا العالم الذي قادته ولا تزال العولمة حتى بات قرية صغيرة. [email protected]