10 سبتمبر 2025

تسجيل

علي.. وعلي..

19 أغسطس 2020

قطر ولادة.. ومن يريد أن يتأكد.. فيقلب في سيرة كليهما... إنهما نموذجان يعملان في صمت ودون ضجيج، ويثريان المكتبة القطرية والخليجية والعربية بنتاجهم الثر.. يعملان دون البحث عن الدعاية المجانية أو الظهور الإعلاني الرخيص، مع أن هناك في واقعنا نماذج تملأ الفضاء ضجيجاً وصخباً وهم مع الأسف من الداخل طبل أجوف. ونجد أن هناك من يشيد مع الأسف بدورهم ولكن "العّليان" علي الفياض.. وعلي شبيب المناعي لا يقترب من إبداعاتهما أحد إلا فيما ندر.. وكلاهما يعمل بعيداً عن صخب المدينة واللهاث كما يفعل البعض حول لقاء عابر مع ميكرفون الإذاعة أو كاميرات التلفزة، أو صحفي يريد أن يملأ صفحته بأخبار محلية. كلاهما يعيش في صومعته، علي الفياض.. الذي آلى على نفسه أن يكون حافظاً على ما أفرزه الآخرون طوال سنوات عبر مكتبته الخاصة التي تضم الدرر، والجهات الرسمية لم تكلف نفسها حتى دعمه أو دعم مكتبته. والآخر علي شبيب المناعي الذي يعتبر شريكاً أساسياً لصديق عمره في إبراز الإبداعات المحلية. ولكن لو قام أي إنسان آخر لا ينتمي إلى ثرى هذا الوطن بجزء من إبداعات هذين لهرول إليه الجميع، ولكن كلاهما.. علي.. وعلي.. يقدمان عطاءهما دون منة، ومن أجل حراك إبداعي حقيقي. بحث دؤوب وقدرة وجلد على البحث في ماضي الأيام وماضي السير، ولكن التكريم ومن ثم الاحتفاء بهما لا يخطر على بال أيّ مسؤول وكلاهما، علي.. وعلي.. لا يباليان بهذا الأمر. ذلك أن خدمة الثقافة والفكر وقبل هذا خدمة الوطن الذي ينتميان إلى ثراه لا تحتاج إلى الرعاية والاستعراض والظهور بلا سبب في وسائط الإعلام والإعلان أو شراء المرتزقة من أجل خلق صورة وهمية في وسائط التواصل الاجتماعي كما يفعل البعض !! أما عن الإعلام الرسمي، فإن ما يقدمه لكليهما فإنه لا يمثل حتى قطرة من محيط كليهما. قد يسعدهما الحظ فيحظى أحدهما بلقاء عابر عبر الراديو أو لقطة عابرة عبر التلفزيون ولا شيء، لذا فكلاهما راهب في محراب الفكر والتدقيق والتنقيب في كل ما يشكل بحق أن ماضي الفكر في هذا الوطن لم يكن فراغاً، وأن هناك رموزا ساهمت بدورها في كل أطر الإبداع الإنساني، شعراً أو نثراً ودراسات. علي شبيب المناعي.. وعلي الفياض رمزان من رموز هذا الوطن في إطار البحث العلمي، لا يقفان أمام أبواب المسؤولين ينتظران مكرمة من أحدهم، لأنهما يعملان من أجل هدف سامٍ، ولا يقتربان من مسؤول حتى يلمعا صورته. لأن هذا ليس دأبهما، وهناك من يقوم بهذا الدور!! إن علي الفياض وعلي شبيب المناعي، يحفظان للأدب والأديب صورة مثلى، هناك من يقف أمام أبواب المسؤول وهذا دورهم، ولكن كلا "العليان" يرفضان أن يتحولا إلى مهرجين في ساحة الأدب والفكر ولا يجيدان هذا الدور.. ذلك أنهما نموذجان من أبناء هذا الوطن المليء حقاً بأبنائه المخلصين الذين يعملون في صمت. لذا فإن المستقبل سوف يحتفظ بأسماء هذين الرمزين أما المدعون فإن التاريخ كفيل بأن يمحو أسماءهم. علي الفياض وعلي شبيب المناعي.. شكراً لكما لأنكما آليتما على نفسيكما العمل بصمت وأن الأفعال تتحدث بالإنابة عنكما. العليان.. الجنديان المجهولان.. لا أجد كلمة أعبر بها عبر هذه السطور سوى أن أقول بملء الفم شكراً. حتى لو استطاع اللصوص والأدعياء ولاعبو الثلاث أوراق أن يسرقوا الأضواء من أبناء الوطن، لكن الوطن دائماً يفتخر بأبنائه المخلصين. E-mail: [email protected]