12 سبتمبر 2025
تسجيلالتركيز على الليرة التركية ونتائج الشركات مرة أخرى يطل علينا عيد الأضحى المبارك هذا العام، بفرحة منكسرة بسبب غياب أهل قطر القصري عن موسم الحج للسنة الثانية. وفي حين تتلهف قلوب الكثيرين منا لأداء هذه الفريضة العظيمة، فإن عزاءنا جميعاً أن الله قد جعل الحج مشروطاً لمن استطاع إليه سبيلاً.. وفي كل الأحول نرجو من الله تعالى أن يزيل الغمة عن الأمه،، ويعود الطريق إلى مكه في السنوات القادمة مفتوحا لكل الحجيج بدون حواجز ولا عراقيل. ومن الموضوعات الاقتصادية الهامة التي شغلت الناس في أيام ما قبل العيد، نجد تراجع سعر صرف الليرة التركية، ثم عودتها إلى الارتفاع ثانية بتأثير صمود تركيا في مواجهة الضغوطات والتحديات. وفي حين وصل سعر الدولار إلى أكثر من 7.25 ليرة في ذروة الأزمة، فإنه قد انخفض ثانية إلى نحو 6 ليرة قبيل إجازة العيد. وكان اللعب هذه المرة على المكشوف بين من يحاول وقف صعود الإسلام السياسي الذي تقوده تركيا، ومن يدفع بكل قوة لوقف هذا الصعود وعرقلته. وكانت قطرمن الداعمين لتركيا بقوة؛؛ وتجلى ذلك في زيارة سمو الأمير التضامنية لتركيا، وإعلانه دعم قطر لليرة التركية باستثمارات بقيمة 15 ملياردولار، إضافة إلى توقيع مصرف قطر المركزي اتفاقية تبادل العملة مع مصرف تركيا المركزي. ومن الواضح أن معطيات الاقتصاد التركي القوية، وما لديها من خيارات عديدة لمواجهة التحديات، كفيلة بتجاوز تركيا لهذه الأزمة، كما تجاوزت محاولة الإنقلاب العسكري قبل ذلك. فتركيا لديها مفاصل كثيرة تمسك بزمامها، ومن ذلك قوة الإقتصاد الذي يُعتبر ثالث أكبر اقتصاد في أوروبا بعدد سكان يتجاوز الثمانين مليون نسمة، وبمساحة شاسعة، وموقع استراتيجي ممتاز على حدود روسيا وأوروبا وإيران. وإذا كانت أوروبا قد عارضت ترامب في نزاعه مع إيران، فإن من الصعب تصور تخليها عن تركيا الحليفة لها في منظومة حلف شمال الأطلسي، والتي ترتبط معها بعلاقات اقتصادية وثيقة، فضلا عن وجود جاليات تركية كبيرة في أوروبا. وربما تخشى أوروبا من اندفاع ترامب في محاولاته المستميته لتقليص الدين العام الأمريكي، بعد أن اصطدم بكل من الصين، وروسيا وإيران، ودول الإتحاد الأوروبي ثم تركيا. ورغم كل ما بذله ترامب من جهود في هذا المجال، إلا أن آخر التقديرات تشير إلى أن الدين العام الأمريكي لم ينخفض إلا قليلاً إلى نحو 21.35 تريليون دولار. ومن ثم؛ فإن الاستماتة في تحقيق نجاحات هنا أو هناك-بعد أن نجح مع السعودية- قد تولد شرارة حروب لا لزوم لها. وبعيداً عن موضوع الليرة التركية،، أشيرفي عجالة إلى موضوعات محلية قطرية.... أولها موضوع نتائج الشركات المدرجة في البورصة والتي سجلت في النصف الأول من العام ارتفاعاً بنسبة 4.5% عن الفترة المناظرة لتصل إلى نحو 20.9 مليار ريال. ومع ذلك كانت أربع شركات في وضع الخسارة الصافية، وسجلت 14 شركة تراجعاً في أرباحها، وكان الارتفاع لدى سبع شركات أخرى هامشياً، أو محدودا للغاية. ومن أجل ذلك وجدنا أن المؤشر العام قد عاد للتراجع قًبيل إجازة العيد، إلى ما دون مستوى 9500 نقطة، بعد أن لامس مستوى عشرة آلاف نقطة قبل ذلك بأسبوع. وفي موضوع التضخم، وجدنا أن معدل التضخم في قطر كان لا يزال منخفضاً جداً في شهر يوليو، وفي حدود 0.2%، رغم أن بعض مجموعات السلع كانت تسجل ارتفاعات ملحوظة في مجموعات النقل، والصحة، والملابس والأحذية، والأثاث والأجهزة المنزلية. وربما من بين الأسباب الدافعة لهذا الإنخفاض، تراجع عدد السكان، حيث سجل العدد انخفاضاً كبيراً في الأول من أغسطس إلى 2.45 مليون نسمة، وكان معدل النمو السنوي عن الأول من أغسطس 2017 سالباً لأول مرة، وبنسبة 0.9%.