14 سبتمبر 2025
تسجيللعبة ومناورة سياسية كبرى لقلب الحقيقة وتزييف الواقع نستغرب من المملكة العربية السعودية اللعب بالنار في مثل هذا التوقيت.. فبعد أن كانت تصريحات المسئولين في السابق تهاجم قطر في عدم السماح للحجاج بتأدية الحج لهذا العام.. نجد أنهم وفي قرار مفاجئ تحولوا من عصاة في منع الحجاج إلى من يحب الخير لقطر في عز الأزمة المفتعلة.. وهذه هي الأسباب: وهي تنحصر في العديد من العوامل التي أجبرت وأحرجت المملكة على اتخاذه في هذا الوقت بعد أن طفح الكيل ضد قطر. ** من هذه الأسباب: أولاً: لحفظ ماء الوجه أمام العالم الاسلامي لكون أداء فريضة الحج لا يجب منحها لبعض المسلمين دون غيرهم لانها فريضة وواجبة على كل مسلم ومسلمة ولو مرة واحدة في العمر. ثانياً: لاسكات المنظمات والهيئات الحقوقية سواء كانت الاقليمية او الدولية التي انتقدت المملكة ولقنتها درسا قاسيا بهذا التصرف الارعن والاعوج بل وغير المنطقي في منع سكان دولة من الدول المسلمة من أداء فريضة مقدسة لاسباب سياسية والزج بالشعوب في مثل هذه الأزمات والخلافات التي لا دخل لهم فيها من أجل تأدية الشعائر الدينية. ثالثاً: أن العالم اجمع اصبح يضحك ويسخر من تصرف المملكة الشائن الذي ينم عن سياسة مسيّرة تتبعها من أجل ارضاء بعض الاصدقاء من دول الحصار الذين تآمروا على قطر بهدف تغيير نظامها السياسي عن طريق القوة ومن ثم الضغط على الشعب لتحقيق ذلك وقد خابت كل أحلامهم وتبخرت بسبب انكشاف مؤامرتهم الدنيئة التي دبرت بليل. رابعاً: أن اللعبة السياسية السعودية أثبتت من خلال هذا القرار أنها دولة تابعة، وليست دولة قائدة للأمتين العربية والاسلامية، خاصة بعد هرولتها للتطبيع مع إيران وإسرائيل في نفس الوقت دون تراجع عن ذلك بهدف ضرب قطر والتقليل من شأنها وقوتها السياسية والاقتصادية في المنطقة. خامساً: وهو الأهم، تنديد الادارة الامريكية قبل أيام بقرار المملكة بمنع الحجاج القطريين وحرمانهم من حج هذا العام وهو ما يخالف كل الأعراف السماوية والشرائع الدينية السائدة في كل دول العالم. ** ولهذا: عيب على المملكة أن تتبجح بدخول الحجاج وهي التي خانت حق الجيرة والنخوة العربيةنجد أن شجب المنظمات الحقوقية المتعلق بالاديان وحقوق الانسان، بجانب التنديد الصريح للادارة الامريكية في قرار منع الحجاج من أداء فريضة الحج لهذا العام كانا من أهم الاسباب التي جعلت السعودية تخضع وتستسلم لهذا الطلب لانه غير عادل وغير منصف ويدخل في الأهواء السياسية بمثل هذا التوقيت الذي يفرض على المملكة أن تكون أكثر تجاويا مع الحجاج الذين لا دخل لهم في السياسة!!. ** كما أن: القرار السعودي الذي جاء في هذا الوقت بالذات يسعى للتطبيل والتضليل الاعلامي قبل كل شيء لتحسين صورة السياسة السعودية المتخبطة والمهزوزة في أحداث المنطقة التي تديرها بشكل سيئ احدى دول الحصار وبدون احترام للحكومة والشعب في دولة قطر، وهو ما اظهر استهجان كل دول العالم لسياسة جميع دول الحصار الخائنة ومنها الشقيقة الكبرى!!. ** ولهذا: الشعب السعودي هو الأولى بهذه الأموال فلا تضحكوا علينا بكلام للاستهلاك الإعلاميفإن الحجاج القطريين حتى لو فرضنا أنهم قاموا بتأدية فريضة حج هذا العام، فان هناك بعض العوامل التي قد لا تساعدهم على تأديتها بنجاح وراحة تامة، مثل: — انه لا توجد للقطريين سفارة في المملكة ترعى شؤون الحجاج وتتفقد أحوالهم بشكل يومي بسبب قطع المملكة العلاقات الدبلوماسية مع قطر قبل عدة أشهر. — أن الريال القطري ما زال ممنوعا من الصرف وهذه من الصعوبات الأساسية. — عدم توفير الضمانات الأمنية للحجاج القطريين بعد الأحداث الاخيرة في الحصار على قطر. — لالصاق تهمة "الارهاب" بالقطريين مما سيجعل جميع الحجاج ينظرون لهم بصورة مشينة طوال فترة الحج. ** كلمة أخيرة: نتمنى أولا: أن يكون قبل حج القطريين الى الديار المقدسة تقديم اعتذار رسمي لهم ولدولة قطر وفتح صفحة جديدة من العلاقات الاخوية قبل استفحالها.. وثانيا: أن تعلن المملكة عدم التدخل مرة اخرى في الشؤون الداخلية والسيادية لدولة قطر، لكي نكون على ثقة ويقين تام من الطرف الآخر مع عدم العودة الى اختلاق مثل هذه الأزمات مستقبلا؟!!.