15 سبتمبر 2025

تسجيل

(إسرائيل) تقتلع الراية العربية عن الأقصى

19 أغسطس 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الاقتحامات في الأيام القليلة الماضية لباحات الحرم القدسي الشريف بمناسبة وبغير مناسبة، تأتي استكمالا لحلقات الاقتحام اليومي التي ينفذها غلاة المستوطنين الصهاينة بدعم ومساندة من حكومة (إسرائيل)، وفي ظل حراسة مشدّدة من جنود وشرطة الاحتلال، تهدف تكريس التقسيم الزماني وفرض التقسيم المكاني على بيت المقدس. تتزامن اقتحامات قطعان اليهود الصهاينة هذا العام لباحات المسجد الأقصى، مع ذكرى ما يسمى حسب عقيدتهم المزيفة (خراب الهيكل) على يد البابليين والرومان، ومع مواصلة سلطات الاحتلال لإجراءاته القمعية بحق موظفي الأوقاف الإسلامية والحراس الذين يتعرضون للاعتقال والإبعاد عن المسجد، إضافة إلى عرقلة عمليات الترميم في الحرم القدسي الشريف، عبر اعتقال القائمين على مشاريع الترميم، ومنع دخول المواد اللازمة لذلك. كما يأتي تكثيف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى في توقيت بالغ الحساسية، يحمل جملة من الرسائل للأمة العربية والإسلامية، حيث تتزامن، أولًا، مع اقتراب موسم الحج إلى الحرمين الشريفين، وثانيا، مع اقتراب الذكرى السنوية لتوقيع اتفاق أوسلو في سبتمبر 1993، بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وثالثا، مع ذكرى اندلاع انتفاضة الأقصى التي تفجرت احتجاجًا على زيارة المقبور آرييل شارون إلى الحرم القدسي الشريف في سبتمبر العام 2000. أخطر ما في انتهاكات الاحتلال لبيت المقدس في هذه الأيام اليوم، أن إسرائيل تريد القول للنظام العربي الرسمي، أنها تقرأ الواقع بأن الأمة العربية في هذه المرحلة "أضعف من أن تحرّك ساكنا، أو تسكن متحركا"، فجمهورية العسكر في مصر في إجازة من دورها العربي القيادي، ومنهمكة بأزماتها الاقتصادية ووضعها الأمني المقلق، وسوريا لم تعد موجودة على خريطة الصراع العربي الصهيوني، والعراق أصبح شبه دولة ينخرها الفساد والتناحر السياسي ومحاربة تنظيم داعش، وحزب الله اللبناني أدار ظهره لمعركته الأصلية مع إسرائيل، وللمشروع الصهيوني في المنطقة، والأردن المسؤول بموجب معاهدة وادي عربة عن الأوقاف الإسلامية في القدس، بات مهموما بمشاكل داخلية، فضلًا عن أن بقية الدول العربية لا تستطيع التحرك ومنهمكة في حرب دفاعية متدحرجة باليمن. خلاصة القول، إن العرب اليوم في أسوأ أحوالهم، وليست الأنظمة وحدها في إجازة، بل الشعوب أيضًا، والأخطر الآن أن إسرائيل فهمت هذا الواقع البائس ويبدو أنها قررت الاستفادة منه بفرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، وتغيير الواقع في مدينة القدس. وفي الجهود الرّامية لهدم المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية أن مؤسسات ومنظمات يهودية تجهّز نفسها عمليًا وميدانيًا لبناء "الهيكل" المزعوم على أنقاضه، وأنها رهن الإشارة وبانتظار قرار سياسي رسمي بذلك، وأن مدة البناء المتكامل "للهيكل" بكل تفصيلاته لا تتعدى ثلاث سنوات، بحسب المخططات والخرائط، إنه خلال ساعات يمكن نقل المعدات والأدوات اللازمة ووضعها في الأمكنة المناسبة في المسجد الأقصى، وتحديدًا قبة الصخرة المشرفة. وهكذا يواصل (يهود إسرائيل) بالعقلية الصهيونية ذاتها المتعطشة للإجرام، ما بدأه روّاد الحركة الصهيونية من محاولات للاستيلاء على بيت المقدس (هار هبيت) أي جبل البيت، فالكنيست يهدّد بنزع الولاية الدينية الأردنية عن المسجد الأقصى، ووضعه تحت الوصاية الدينية والسياسية اليهودية، وإلغاء دور الأوقاف الإسلامية ورعايتها للمقدسات، وفي المحصلة النهائية هدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه، والمسلمون ومنهم العرب، لم يفعلوا شيئا ولن يفعلوه أبدا، دفاعا عن مقدّساتهم، سوى بيانات الاستنكار والشجب.