16 سبتمبر 2025
تسجيلإن كنت في عملك سلبياً لا تشارك وتخالط، ولا تساهم في الأعمال الجماعية ولا في فرق العمل، وتقبل استهانة أي مسؤول بك لأي سبب، ويأتي آخر ويجرحك وتقبل التجريح، وهكذا حالك، فأنت ها هنا لا تختلف عن أي قطعة من قطع الأثاث في مكتبك أو حجر من أحجار لعبة الشطرنج.. وسيتجرأ بسبب ذلك أي أحد في تحريكك كما يحرك أي قطعة أثاث موجودة بمكتبه، أو حجر على طاولة الشطرنج عنده.. فهل يرضيك هذا الوضع؟ لا أظن أنك ستقول نعم لو كنت من هذا النوع، ولكن ما الحل إن كان حال البعض كما جاء بالوصف أعلاه؟ إليك عدد من الخطوات التي أحسبها مفيدة في تغيير الوضع.. أولاً لابد أن تثق في قدراتك وفي نفسك، بحيث لا تحقرها ولا تجلدها ولا تقلل من قيمتها أبداً، فإنك حين تقلل من قيمتك فأنت تحول نفسك إلى جماد لا يتحرك ولا روح فيه، وبالتالي يحركك الآخرون كيفما شاءوا ومتى ما أرادوا.. ولعل هذه هي مشكلة الكثيرين الذين تجدهم في شكوى وتذمر دائمين من أنهم لا يجدون التقدير والاحترام في مواقع عملهم ويتقاذفهم الناس يمنة ويسرة!! ثانية الخطوات العملية المهمة وأنت تعاني من هذه المشكلة، الإدراك بأهمية العيش عزيزاً، وأن تكون صاحب همة عالية راقية، بل وتصدق حقيقة أنك (عزيز حر غير ذليل) لا ترضى للذل أن يتغلغل في نفسك، بل حاول دوماً أن تستشعر العزة كيلا يتجرأ أحد ويمارس الإذلال والإهانة معك، مهما كان وضعه وشأنه وسنه.. الخطوة الثالثة هي أن تشعر بإنسانيتك وبمهمتك في هذه الحياة، بحيث يكون لك دورك الإيجابي في كافة مناحي الحياة.. في البيت والعمل والمجتمع وأي موقع تذهب إليه. لا ترض أبداً في منزلك أن يكون وجودك كعدمه، لا يشعر بك أهلك، بل عليك أن تدير هذا البيت أو تشارك في إدارته مع زوجتك أو بعض أولادك في فترة من الفترات. ليكن الأمر نفسه أخيراً في عملك، ولتكن صاحب كلمة ورأي يحترمك الجميع ويقدر وجودك وتكون لك هيبتك أمام الزملاء العاملين. وانفخ بوقك بنفسك، ليشعر الجميع بأهميتك في العمل، ولا تدع أي ثغرة لأي مسؤول أن ينفذ منها ليوجه لك إهانات أو تجريحات، بقصد أو من دون. إنك إن سمحت لذلك مرة دون رد مناسب عاقل، فتأكد أن الباب يكون قد فُتح للمزيد منها، لأنهم شعروا أنك لست أكثر من حجر شطرنج لا يتحرك إلا إذا قرر صاحب العمل تحريكك.. الأمر بيدك لتقرر كيف تكون في محيطك أو أينما كنت وعشت..