13 سبتمبر 2025

تسجيل

سلاح الجزيرة

19 أغسطس 2013

تعرضت تركيا في أغسطس من العام 1999 إلى زلزال مروع وصلت قوته إلى سبع درجات بمقياس ريختر خلف خسائر بشرية هائلة، حيث راح ضحيته عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، بخلاف الخسائر المادية الأخرى. هبت الكثير من دول العالم إلى تقديم المساعدات الفورية إلى تركيا بعد تعرضها إلى هذا الزلزال المدمر، فعلى سبيل المثال أقرت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مساعدات للحكومة بأربعمائة مليون دولار، وجاءت مصر في المرتبة الثانية على قائمة الدول التي قدمت مساعدات لتركيا بعد الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة. في حين قدمت إسرائيل مساعدات بقيمة عشرة ملايين دولار فقط، لكن مساعدات الدولة العبرية هذه، كانت هي الأكثر تأثيرا. كيف استطاعت العشرة ملايين دولار الاسرائيلية أن تهزم في تركيا نظيرتها الأربعمائة مليون دولار الخليجية وما دفعته كل الدول العربية الأخرى؟ الإجابة في الإعلام. فالإعلام، سلاح خطير يستطيع من يمتلكه أن يؤثر في الرأي العام إيجابا أو سلبا، وبشكل أخص في دول العالم الثالث، ومنها الدول العربية ودول الشرق الأوسط. في مصر مثلا، عندما انقلب الجيش بقيادة "السيسي" على الحكومة المنتخبة برئاسة "مرسي"، أغلقت كل القنوات الفضائية المؤدية للحكومة المعزولة، فبمجرد الإعلان عن عزل الرئيس السابق محمد مرسي قطعت السلطات العسكرية بث كل تلك الفضائيات ومن بينها قناة مصر 25، بالإضافة إلى مداهمة القنوات الأخرى، وعلى رأسها الجزيرة، والتعرض للاعلاميين الأجانب، لضمان التأكد من محتوى التغطية الإخبارية بما يخدم رسالة الانقلابيين فقط، ويمنع أي تغطية إعلامية للآخرين. وبالرغم من أن الإعلام الرسمي والخاص في مصر يدعم وبقوة الجيش وحركة تمرد وجبهة الانقاذ التي وأدت التجربة الديمقراطية فيها قبل أن تفطم، إلا أن هذه الأطراف لم تعد تتحمل تغطية قناة "الجزيرة" ومتابعتها للأوضاع في مصر، مع أنها تقدم الرأي والرأي الآخر. فداهمت مكاتبها، وقبضت على محرريها وطواقمها الفنية مرارا، واستولت على أجهزتها ومعداتها، والآن تهددها بالطرد من مصر وإقفال مكاتبها. وبالرغم مما تعانيه "الجزيرة" من تهديد الحكومة والبلطجية، والأجواء المرعبة التي تمارس مهنتها فيها، إلا أن سلاحها هو الأشد أثرا على الانقلابيين، لذلك يسعون إلى إيقافها بأية طريقة.