13 سبتمبر 2025

تسجيل

برشم والنهضة الحقيقية في اللعبات الفردية

19 أغسطس 2013

لم تحقق الرياضة القطرية خصوصا والعربية عموما إنجازات عالمية وأوليمبية إلا في اللعبات الفردية..هكذا يقول ويؤكد التاريخ.. فلم تحصل أية دولة عربية على ميدالية في لعبة جماعية في دورة أوليمبية أو بطولة لكأس العالم. ومع ذلك لم يتخلص غالبية المسؤولين عن الرياضة في عالمنا العربي من شيطان كرة القدم وأعطوها جل إن لم يكن كل اهتماماتهم..فالكرة هي لعبة الشهرة السريعة والطريق الأسهل والأسرع للأضواء وتحقيق المكاسب الشخصية.. وقليلون الذين اهتموا باللعبات الفردية.. حتى الإعلام نفسه لا يهتم بأبطال اللعبات الفردية..بل ولا يقترب منهم.. إلا إذا حقق أحدهم طفرة كتلك التي حققها معتز برشم سواء في أولمبياد لندن أو في مونديال أم الألعاب بموسكو مؤخرا أو نجوم العرب الآخرون الذين حققوا ميداليات في لعبات فردية أخرى وهم عدد محدود جدا. الأرقام تقول إن عدد الميداليات التي حصدها العرب منذ أولمبياد أمستردام 1928 إلى أولمبياد لندن 2012 كان 93 ميدالية كلها في اللعبات الفردية.. وبصفة خاصة في ألعاب القوى والمصارعة والملاكمة ورفع الأثقال والجودو والتايكوندو والسباحة والغطس والرماية والفروسية.. وهذا العدد من الميداليات الذي لم يصل إلى رقم المائة ميدالية على مدار 84 عاما يقل بـ11 ميدالية عن الرقم الذي حصلت عليه الولايات المتحدة في أولمبياد واحد فقط هو أولمبياد لندن الأخير بـ104 ميداليات وذلك بفضل تفوقها الواضح في المسابقات الأكثر عددا في الميداليات وهي ألعاب القوى والسباحة والجمباز. وبسبب عدم الاهتمام والذي يصل أحيانا كثيرة من المسؤولين والإعلام إلى حد الإهمال..بل والتجاهل.. يتسرب الإحباط إلى نفوس أبطال اللعبات الفردية وممارسيها في مختلف أنحاء وطننا العربي من المحيط إلى الخليج.. وقال لي البطل المصري الأوليمبي المتمرد كرم جابر بعد فوزه بفضية المصارعة في أولمبياد لندن العام الماضي إن أبطال اللعبات الفردية لو حصلوا على عشر اهتمام المسؤولين والإعلام لشهدت اللعبات الفردية طفرات وإنجازات كبيرة.. لكننا شعوب تعبد كرة القدم!! إنني هنا لا أنكر شعبية كرة القدم ليس في عالمنا العربي ولكن في العالم كله بما فيه أمريكا التي كانت إلى وقت قريب لا تهتم بكرة القدم.. وقررت في بداية التسعينيات أن تقتحم عالمها من باب المزاحمة والمنافسة على كل شيء ونظمت أول مونديال على أرضها عام 1994.. لكن ذلك لم يكن أبداً على حساب اللعبات الفردية التي مازالت تحصد الكثير من ميدالياتها عالميا وأوليمبيا. إنني هنا أطالب المسؤولين والإعلام في عالمنا العربي بإعادة النظر في سياساته وإستراتيجياته من خلال التركيز على اللعبات الفردية ووضع الخطط العلمية المدروسة للنهوض بها على مستوى قطاعي الممارسة والبطولة..لأننا نملك الإمكانات التي تؤهلنا للنجاح من بيئة وطبيعة وإمكانات ومواهب بشرية قادرة على التألق لو حصلت على الرعاية المناسبة بدنيا وغذائيا وصحيا وتدريبيا.. بل ويجب أن نستعين بالخبراء العالميين لمساعدتنا في تحقيق هذه النهضة وهو ما تفعله قطر وبعض الدول الخليجية والعربية.