15 سبتمبر 2025

تسجيل

فلنفرح

19 يوليو 2021

رغم المآسي والآلام والمصائب، ورغم الراقصين على جراحنا، ورغم الأمراض والأوبئة التي ما زالت قائمة بيننا، ورغم ما نفقده من علماء ودعاة، ومن أقرباء وأحباب وأصحاب رحلوا عنا "رحمهم الله"، ولكن هذه الحياة وما جرت به سنن الله تعالى علينا فيها. فهذا يوم عرفة، وغداً العيد للعام الهجري 1442، فشرع لنا عيدين لا ثالث ولا رابع ولا خامس ولا عاشر لهما، "يا أبا بَكرٍ إنَّ لِكلِّ قومٍ عيدًا وَهذا عيدُنا"، فإن من شعائر الدين إظهار السرور والفرحة والانبساط والانشراح والترويح في العيد بضوابط الشرع، وكل أمر ضبط بضوابط الشرع الإسلامي أتى بالخير والعز علينا جميعاً أفراداً ومجتمعات وأمة وكذلك الإنسانية تنعم بعظمة هذا الشرع الخالد العالمي الإنساني، ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))، فلنستبشر ولنتفاءل ولنفرح ولنبتسم فنحن أمة ابتسامتها صدقة. ففجر الحق سيشع نوره ولو بعد حين وطول انتظار، ولو كثرت المواجع (الله أكبر، الله اكبر، الله أكبر، لا إله إلاّ الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد)، كل هذه المعاني والإشراقات والمباهج الجميلة في العيد، فكم في العيد من دروس إيجابية عملية، وكم في العيد من استقرار وفأل حسن وإصلاح، وكم في أعيادنا من مخالفة الغير "إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر"، فتأمل هذا التوجيه الكبير وما يحمله من معاني العزة والفخر بدينك وشريعتك، بأنها واضحة المعالم، فلماذا نتسارع إلى تقليد من غير ديننا ونتشبه بهم بشتى مظاهرهم الرخيصة؟. فلنفرح ولنتصافى ونتقارب ونتراحم ونتواد ونتصالح ونتعاطف، فالطوفان المادي القوي الذي نعيشه قد زاحمنا في كل شيء حتى في علاقاتنا الاجتماعية اليومية، وأحدث فيها شروخاً وأموراً عجيبة وغريبة لم نعهدها في واقعنا الحياتي اليومي من قبل، ونرى آثارها في علاقاتنا ومساحات الحياة- إلاّ ما رحم الله-. "ومضة" تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.. وعساكم من عواده.. اللهم احفظ قطر وأدم عليها نعمة الإيمان والإسلام والأفراح والأمن والأمان والاستقرار والنهضة الشاملة الإيجابية وجميع بلاد المسلمين.. فلنفرح. [email protected]