26 أكتوبر 2025

تسجيل

نماذج غريبة!!

19 يوليو 2018

في الحياة نلتقي بنماذج. المفكر، الفيلسوف، الذكي، الغبي، راعي المصلحة. كما نقول، الكذاب، الصادق، الأمين، العاقل والمجنون.. أتوقف عند المجنون.. لا أتحدث عن المسرحية الخالدة. ولكن عن نماذج من المجانين وأدعياء الجنون.. أو كما يقال” يسوق الهبل!!” كيف؟.. أحدهم يدعي قلة الحيلة.. والادعاء الكاذب بالجنون.. ويستغل الظروف.. ونحن ببلاهة نعتقد أنه مجنون. في حقيقة الأمر نحن المجانين.. ذات مرة. ومنذ سنوات كنت مدعواً على العشاء عند صديق. وحضر أحدهم. وعرض على الضيوف أنه يبيع العود ودهن العود. والضيوف من خلال التعاطف مع وصفه بأنه "خبل".. وناقص عقل تباروا في الشراء. وجلس أيضاً متربعاً على "الكف" وعندما خرجنا. قال: "ممكن توصلني" وتعاطفت مع وصفه الإنساني كما كنت أعتقد "انه مسكين" وعندما تحركت قليلاً قال لا فض فوه.. "قصيت على الثيران!!" كيف؟ سألته. مستغرباً أولاً مما تفوه به. وثانياً حتى أعرف أبعاد اللعبة. فقال: هل تعتقد إن الذي بعته عود؟ أو دهن العود!! لا.. أنا قد اشتريت من أحدهم بمبلغ زهيد. وها كما ترى بعته وكأنه دهن العود الأصلي.. توقفت.. وطرحت على نفسي هل هذا مجنون؟ لا وألف لا. انه يستغل طيبة الناس وكرم أهل قطر في هذا الاتجاه. وهذا ما كان يحدث معنا ونحن طلبة في القاهرة. كان أحدهم قد اندمج مع الطلبة القطريين إلى أقصى درجة. ونحن نعتقد انه يحتاج إلى من يساعده.. وعاش سنوات وسنوات لاحقاً هنا. وذات مرة عبر بصدق من مكنون قلبه. عندما قال "دول شوية هبلان" وكان بهذه المفردة يعتقد أبناء هذا الوطن ونحن كنا ننظر إليه. أولاً كإنسان فقير.. ومحتاج، ولكن اتضح أننا كنا مع الأسف ضحية مثل هذه النماذج. لأن أمثاله مع الأسف لايدركون معنى الكرم، العطف،، البعد الإنساني في التعامل. وكنا مع الأسف كما كان يظن ويعتقد انه يضحك علينا.. وكان بحق واحداً من عشرات النماذج يمارسون علينا لعبة الجنون المخادع!!.